للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يموت الصَّبرُ والكتمانُ عنه … إذا حَسُنَ التَّذكُّرُ والحنينُ

وقال أعرابيٌّ (١):

كفى حَزَناً أني ببغدادَ نازلٌ … وقلبي بأكنافِ الحجازِ رهينُ

إذا عَنَّ ذكرٌ للحجاز استفزَّني … إلى مَنْ بأكنافِ الحجازِ حنينُ

فواللهِ ما فارقتهم قالياً لهم … ولكنَّ ما يُقضَى فسوفَ يكونُ

وقال أعرابيٌّ آخرُ (٢):

سرى البرقُ من أرضِ الحجازِ فشاقني … وكلُّ حجازيٍّ له البَرقُ شائقُ

فَوَاكبدي مِمَّا أُلاقي من الهوى … إذا جنَّ ليلٌ أو تألَّق بارقُ

حِجْرٌ، بكسر الحاء وسكون الجيم بعدها راء. وعوامُّ المدينة يفتحون الحاء، والصَّوابُ الكسرُ. قال عَرَّامُ بن الأصبغ، عند ذكره لنواحي المدينة وذكر الأَرْحَضِيّة (٣)، ثمَّ قال: وحذاؤها قريةٌ يقال لها: الحِجْرُ، وبِها عيونٌ وآبارٌ لبني سُليم خاصَّةً، وحذاؤها جبلٌ ليس بالشامخ، يقال له: قُنَّة الحِجْر (٤).

والحِجْرُ بالكسر أيضاً: قريةٌ على يوم من وادي القرى بين جبالٍ، وبها


(١) الأبيات في معجم البلدان ٢/ ٢٢٠، والثالث من شواهد النحويين، ونسبه الشنقيطي في الدرر اللوامع ١/ ٨٠ للأفوه الأودي، وليست الأبيات في ديوانه. وهو في شرح الكافية لابن مالك ١/ ٣٧٧، و شرح التسهيل للسَّلْسبيلي ١/ ٣٠٣، وقطر الندى ص ١٤٩، وذكره القالي في أماليه ١/ ٩٩ مع بيتين قبله غير المذكورين هنا.
(٢) البيتان في معجم البلدان ٢/ ٢٢٠.
(٣) موضع بين مكة والمدينة. معجم البلدان ١/ ١٤٤.
(٤) قال السمهودي ٤/ ١١٨٤ بعد ذكر ما تقدم هاهنا: قاله المجد، ظناً منه أنَّ عَرَّاماً أراد القرية المعروفة اليوم قرب الفُرع بِحَجْر، بالفتح، كَحَجْر الإنسان، وعرَّام لم يُردها إذ ليست بجهة الأرحضية، وبقرب الأرحضية اليوم موضعٌ يُعرف بالحِجْرية، بالكسر، فيه آبار ومزارعُ، فهو الذي أراد عرَّام، وكذا ياقوت حيث قال: حِجْرٌ، بالكسر، ويروى بالفتح أيضاً: قرية من ديار بني سُليم بالقرب من قَلَهى وذي رولان.