للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مناسجه (١) في الحسنى واضحة، نوافجه (٢) بالخُلق الأسنى فائِحة، مَبَاهجُه إلى العيش الأهنى لائحة، وألسُن الشُّكر بنَغَمِ نغماتِ نَعْمائه صَادِحَة (٣)، وافترارُ (٤) الثَّنايا بالثَّناء على أثناء رُوائِه (٥) واضحة.

٨٦ - محمد بن سليمان (٦)، الشَّيخُ شمسُ الدِّين، أبو عبد الله الحَكريُّ، المِصريُّ، الشَّافعيُّ، الُمقريُ، الفقيهُ، الجامعُ لعيون الفضائل والمآثر والمعالي، اللاَّمعُ نجومُ علومِه في براقع البراقع (٧)، والتعالي مع النَّفس الزَّكية، والطَّريقة الرَّضيَّة، والهِمَّة العَليَّة، والسَّجيَّة النَّقيَّة، والمفاخر السَّنِيَّة.

كان شيخَ عصره في القراءات بلا مُدافعة، وفارسَ ميدانِها المحكوم له بالسَّبق من غير ممانعة.

كان مُختصَّاً بصحبة أكابر الأُمراء المِصرية، ومَنْ يتقدَّم منهم للنَّظر في أمر الملك برأيه، فكأنَّه كان من لوازمه اختيار الحكريِّ لإمامته وإقرائه. وذلك لِمَا اشتهر منه من حسن عِشرته، والأمنِ من شِرَّته (٨)، وقلَّةِ الفضول في


(١) المنسج: موضع النساج، والجمع مناسج. القاموس (نسج) ص ٢٠٧.
(٢) النَّوافج: جمع نافجة، وهي وعاء المِسك، والمراد: جمال أخلاقه فائحةٌ كالعطر. القاموس (نفج) ص ٢٠٨.
(٣) الصادح: مرتفعة الأصوات. اللسان (صدح) ٢/ ٥٠٨.
(٤) افترَّ: ضحك ضَحِكاً حسناً، فعند الضَّحك تظهر الأسنان، والمراد: المدح له. القاموس (فرر) ص ٤٥٥.
(٥) الرُّواء: حسن المنظر. اللسان (روى) ١٤/ ٣٤٥.
(٦) نصيحة المشاور ص ٢٣١، الدرر الكامنة ٣/ ٤٥١، التحفة اللطيفة ٣/ ٥٨٠، شذرات الذهب ٦/ ٢٧٧.
(٧) البراقع الأولى جمعُ بُرْقُع، وهو نوعٌ من اللباس، والبراقع الثانية جمع بِرْقَع، وهي اسمٌ للسماء السابعة، ففي هذا كناية عن ارتفاع تعجبه في العلوم، وإضاءتها. اللسان (برقع) ٨/ ٩ - ١٠.
(٨) الشِّرَّة: النَّشاط. القاموس (شرر) ص ٤١٥.