للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان يعزم على الجانِّ فيُحضِرهم ويُخوِّفهم ويُحذِّرهم، وكان يكتب ورقةً على طول المصروع فيعلِّقها عليه فيبرأ في الحين.

ولم يزل كذلك حتى فلجوه بنفسه، أصبح يوماً مصروعاً في وسط داره، وقد بطل كله، وبقي كذلك مدَّة، وقاسى في ذلك ذِلَّة وشدَّة، إلى أنْ توُفي في عام عشرين وسبعمائة تقريباً، رحمة الله عليه.

٧٢ - محمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ الغرناطيُّ (١)، الشَّيخُ، الفقيهُ، العالمُ، النَّاسك، أبو عبد الله، الفَرَضِيُّ، المُقرئ.

أتقن القراءاتِ السَّبع وجوَّد، وأحكم الفرائض والحساب حتى تفرَّد فيهما وتوحَّد.

يُحكى أنَّه عرض له أمرٌ خاف أن يتعدَّى فيه أَطْوَرَيْهِ (٢)، ويرتكب مالم تدعُ الشريعة إليه، فبادر إلى اجتثاثِ أنثييه، واستلال خُصييه، وإنَّما كان تسويلاً من الشيطان، وغُلب عليه.

ثمَّ إنَّه تبتَّل في الزَّهادة، وانقطع إلى الله والعبادة، فرغب فيه الخُدَّام، ووَفَّوه حقَّ الإكرام، وأدخلوه في زُمرتِهم، وجعلوه من جملتهم، وولَّوه الخدمة الشَّريفة، وعلَّوه إلى محالها المنيفة، وقَدَّموه على أنفسهم في المعاشرات، وفوَّضوا إليه ما يتعلَّق بِهم من الأعمال والمباشرات.

وكان إليه حفظ /٥١٥ الحواصل، والنَّظر في الأوقاف والمُغَلاَّت (٣)


(١) نصيحة المشاور ص ١٥٧، الدرر الكامنة ٤/ ٢٣٦.
(٢) أطوريه: طرفيه، وهو أقصاه وأدناه. يُقال في المَثَل: بلغَ في العلمِ أَطْوَرَيه، أي: غايته، والغرضُ بالتثنية التوكيد. يُضرب للمتناهي في العلمِ. المستقصى ٢/ ١٤، القاموس (طور) ص ٤٣٢.
(٣) المغلات: اسم مفعول من: غلَّ، والغَلَّةُ: الدَّخْل. القاموس (غلل) ص ١٠٣٩.