للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والرِّجال، والآخر يخصُّ الذُّكور فما لغير الرِّجال فيه مجال، ووقف على المتجرِّدين مسكنه الأنيس، وأمر بعمارة بئر أريس، وتجديد ما احتاج إليه من داثرٍ ودريس (١)، /٤٦٠ وتوفي رحمه الله في عام خمسة عشر وسبعمائة تقريباً (٢)، ودُفن عند قبر سيِّدنا إبراهيم (٣) عليه السَّلام قريباً، وكان الشَّيخ محمد الكازروني (٤) من المختصين بخدمته، فانتفع ببركته وارتفع بِهمَّته، ورُزِق به الخير في ذرَّيته.

٨ - أحمد بن سليمان، الشَّيخُ شِهابُ الدِّين الصَّقِيليُّ (٥)، بفتح الصَّاد المهملة، ويقال: بالسين، نسبه إلى قريةٍ قرب قِليوب من أرض مصر.

كان من المشهورين بالصَّلاح، والمذكورين فيمَنْ ظهر عليه نور التَّوفيق ولاح، وهبَّتْ على فَنَن (٦) فُنونه من لواقح القَبول رياح، ودبَّت للتبرُّك بزيارته أرجل الرِّجال بالغُدوِّ والرَّواح، والإمساءِ والإصباح.

سلك طريق الانقطاع والاعتزال أحسن سلوك، وخشع له صناديد العظماء من العلماء والملوك.

وكان لا يسمح لأحدٍ منهم بالقيام، ويكتفي مِمَّا يتعين لهم من التَّعظيم والإكرام، بردِّ السَّلام، وترحيبٍ يسيرٍ لا يندفع به الملام، ولا يرتفع به عن ذي الجاه الآلام، وهو غير مكترثٍ بشأنهم، ولا مُبالٍ بمكانتهم ومكانِهم، يقلع


(١) الخَلَقْ البالي. القاموس (درس) ص ٥٤٤.
(٢) ذكر ابن حجر في الدرر الكامنة أنَّ وفاته سنة ٧٢٦ في شهر القعدة، وهو أضبط.
(٣) ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما في نصيحة المشاور، ص ١١٣.
(٤) هو محمد بن روزبة، له ذكرٌ عند ابن فرحون ص ١١٣. التحفة اللطيفة ٣/ ٥٦٧، توفي سنة ٧٥١ هـ.
(٥) الدرر الكامنة ١/ ١٣٩، إنباء الغُمر ١/ ٢٠١، التحفة اللطيفة ١/ ١٨١.
(٦) الفَنَن: الغصن. القاموس (فنن) ص ١٢٢٢.