للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وكان باغياً. وكان يقول: لو شئتُ لم يبقَ بيثرب بيتٌ إلا أدخلته رجلاً. فأنِفَ من ذلك مسعود (١) أبو محيصة فقتله، فوقعت الحرب بينهم، فظفرت بهم بنو حارثة وأجلوهم، فلحقوا بأرض بني سليم، فقال حضير (٢) بن سماك يوماً: ارفعوني أنظرْ إلى الرِّعْل. فقال إسافُ بن عدي (٣)

:

فلا وبناتِ خالك، لا تراهُ … سَجيسَ الدَّهرِ، ما نطقَ الحَمامُ

فإنّ الرِّعل إذ أسلمتموهُ … بساحةِ واقمٍ منكم حرامُ

الرِّقَاع، ككتاب: جمعُ رُقْعَةٍ. قال الواقديُّ: ذات الرِّقاع: قريبة من النُّخَيل، على ثلاثة أميال من المدينة، وهي بئرٌ جاهليةٌ، وإنَّما سُمِّيت بذات الرِّقاع؛ لأنَّه كان في تلك الأرض بقع بيضٌ وحمرٌ وسود.

وقال [ابن] إسحاق: رقَّعوا راياتِهم (٤)، ذوات الرقاع.

وقيل: سُمِّيت باسم شجرة (٥) كانت في موضع الغزو.


(١) هو مسعود بن كعب الأنصاري الأوسي، ثم الحارثي جاهلي، وابنه مسعود صحابي، شهد أحداً والخندق، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإسلام. الاستيعاب ٣/ ٣٩٨، أسد الغابة ٤/ ٣٤٣.
(٢) تحرفت في الأصل إلى: حضين، والتصحيح من جمهرة النسب للكلبي ص ٦٣٤.
(٣) إساف بن عدي بن جثم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج الحارثي، شاعر جاهلي. والبيتان في معجم ما استعجم ٢/ ٦٦١، الوفا ٤/ ١٢١٩.

سجيس الدهر، أي: أبداً. القاموس (سجس) ص ٥٥٠. وهذه المادة مما زاد المؤلف على كتاب ياقوت.
(٤) قال ابن هشام في السيرة ٣/ ١٥٦، وإنما قيل لها غزوة ذات الرقاع؛ لأنهم رقعوا فيها راياتهم، ويقال: ذات الرقاع: شجرة بذلك الموضع يقال لها: ذات الرقاع. وهي غزوة سنة أربع من الهجرة لنجدٍ، يريد بها بني محارب وبني ثعلبة من غطفان.
(٥) قال المؤلف في القاموس (رقع) ص ٧٢٢: وكهمزة: شجرة عظيمة ساقها كالدلب وورقها كورق القرع، وثمرها كالتين. جمعها: كصرد.