للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ناقة.-قال: والفُوَاقُ: ما بين صلاة الظهر إلى صلاة العصر-قال: وأنا أرى تلك الأعاصير ينقلب بعضها فوق بعض؛ ثمَّ انكشف الغبار، والأعاصير تقصد ضلع بني شيصبان، قال: فقلتُ: هُزِمَ أعداء الله. قال: فوالله ما زال ذلك حتى سنّدت الأعاصير في ضلع بني شيصبان، ثمَّ رجعت أعاصير كثيرة عن شمال ويمين، ذاهبة قِبَل ضِلَع بني مالك. قال: فلم أشكَّ أنَّهم أصحابي، قال: فسرتُ قصداً حيث كنتُ أرى الغبار والأعاصير، فرأيتُ من الحيَّات القتلى أكثر من الكثير، قال: ثمَّ تبعتُ مجرى /٣٥٥ الغُبار حيثُ رأيته يعلو نحو ضِلَع بني شيصبان. قال: فوالله ما زلتُ أرى

الحيات من مقتولٍ وآخر به حياةٌ حتى انتهيتُ ورجعتُ، ثمَّ انصرفتُ فلحقت بأصحابي قبل أن تغيب الشَّمس.

فلمَّا كانت الساعة التي أتونا البارحة إذا القومُ منحدرون من حيث انحدروا البارحة حتى جاؤوا فسلَّموا، ثم قالوا: أبشروا فقد أظفر الله على أعدائه، لا واللهِ ما قتلناهم منذ كان الإسلام أشدَّ من قتلٍ قتلناهم اليوم، وانفلتت شِرْذِمةٌ قليلةٌ منهم إلى جبلهم، وقد ردَّ الله عليكم سلاحكم ما زاغ منه شيء، وجزونا خيراً، ودعوا لنا، ثمَّ انصرفوا وما أتونا بسلاحٍ ولا رأيناه معهم.

قال: فأصبح -واللهِ- كلُّ شيءٍ من السِّلاح على حاله الذي كان البارحة. هذا آخرُ ما ذكر أبو زياد، والله أعلم.

ضُوَيحكٌ: جبلٌ وراء المدينة يُناوح (١) ضاحكاً (٢)، وبينهما وادٍ يقال له: يَيْن (٣).


(١) يناوح: يُقابل. القاموس (نوح) ٢٤٦.
(٢) ضاحك وضويحك جبلان بأسفل الفرش. كتاب الهجري ص ٣٩٢.
(٣) تقدم الكلام عليه، وسيأتي ذكره موسعاً في حرف الياء.