للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من الخُدَّام المقدَّمين في فعل الخيرات، والمبادرة إلى المبرَّات، والمُثابرة على الحسنات، والمُواظبة على الأعمال الصَّالحات، ومن المشهورين بعُلوِّ الرَّوايات، والمذكورين فِيمَنْ سمع على جماعةٍ من أصحاب الأسانيد العاليات.

يشهدُ له بذلك خُطوط الضَّابطين في الطَّبقات القديمات، باسطاً كفَّيه من الغُدُوات إلى العَشيَّات، بإنفاق الدُّرَيهمات، وإخراج الحسنات.

أعتقَ جماعةً من العبيد الخَيِّرين والإِماء الخَيِّرات، وكان من جملتهم الشَّيخُ عبد الله الخضريُّ، الذي قلَّ ما تَسمحُ بمثله الأزمان والأوقات.

يُحكى عن شبل الدَّولة أنَّه كان يضعُ معلومَهُ في غُلْفِ أباليج (١) السُّكَّر، محطوطاً في أطراف البيت، لا عليه قُفْلٌ مُغْلَقٌ ولا بابٌ مُسكَّرٌ، وإنَّما يَملأ منه كيساً يجعلُه في جيبه، لا تفتر عنه يده، نَهاره كالسَّحاب الصَّيِّب بِسَيْبِه (٢)، يعطيه علانيةً وسِرَّاً، ويُنفقه خُفيةً وجهراً، ويتَّخذه عند الله الكريم ذُخراً.

وكان الخُضريُّ والعادليُّ في السُّكنى مُتعادلين متجاورين، وعلى فعل الحسنى متعاونين مُتَوازِرَينِ.

توفي رحمه الله قبل السَّبعمائة.

٦٦ - [كافور] البنويُّ الصَّلاحيُّ (٣)، قال العماد الكاتب: سيِّدٌ أسود،


(١) الأباليج جمع أُبلوج، وهو السُّكَّر، والغُلْف جمع غِلاف. القاموس (بلج) ص ١٨١، (غلف) ص ٨٤٢.
(٢) السَّيْبُ: العطاء. القاموس (سيب) ص ٩٨.
(٣) ترجمته منقولة حرفياً في التُّحفة اللَّطيفة ٣/ ٤٢٦ عن المؤلف.