كتاب المغانم المطابة في معالم طابة

حرف الميم - ٧٤ - محمد بن يوسف بن الحسن - ج: 3 - ص: 1285

ثم سُعي فَعُزل بالخَزْنَداريِّ (١)، وبعد سنتين أُعيد الدَّيريُّ إلى ولايته، وعُزل بعد أشهر بعزِّ الدِّين دينار (٢)، واستمرَّ معزولاً، وسافر إلى مصر وأقام بِها إلى أن مات.

٧٤ - محمدُ بنُ يوسفَ بنِ الحسن (٣)، الشَّيخُ الإمامُ شمسُ الدِّينِ، أبو عبدالله الزَّرنديُّ، الأنصاريُّ، المدنيُّ، المحدِّث بالمسجد المقدَّس النَبويِّ، صلَّى الله على مُشرِّفه.

كان أكبرَ إخوانه عُمراً، وأغزرهم بَحراً، أنشأه الله في تربية والديه نَشاءً صليحاً، فبدأ به في غُرِّه (٤)، فحرَّر الفوائد … (٥) مليحاً.

حفظ القرآن المجيد في صغره، ولاحت أسارير السَّعادة في غَرْغَره (٦).

سافر إلى مصر والشَّام، وأدرك من المُسندين المشايخَ العِظام، وسمع أبا المعالي الأَبَرْقُوهي (٧) وطبقته، وتحبَّب إلى الأشياخ وغرس في قلوبِهم مِقَتَه (٨)،

---

(١) وذلك في سنة ٧٤٢ هـ، كما في نصيحة المشاور، وهو شرف الدين، تقدمت ترجمته في حرف الشين.
(٢) تقدمت ترجمته في حرف العين.
(٣) نصيحة المشاور ص ١٠٥، الدرر الكامنة ٤/ ٢٩٥، هدية العارفين ٢/ ٢٥٧، الأعلام ٨/ ٢٦.
(٤) غره: أول عمره. اللسان (غرر) ٥/ ١١.
(٥) هنا كلمة لم تظهر.
(٦) في غرغرة، غرة الشيء: أوله ومنه الغُرَرُ: وهي ثلاث ليال من أول كل شهر. والغِر: الشاب الذي لا تجربة له. اللسان (غرر) ٥/ ١٥ - ١٦.
(٧) نسبة إلى أَبَرْقُوه، بلدةٍ بأصبهان، واسمه أحمد بن إسحاق، كان مُسْنِد زمانه، حدَّثَ عن الفتح بن عبد السلام، وابن صرما، والفخر ابن تيمية، توفي سنة ٧٠١ هـ. معجم الشيوخ للذهبي ١/ ٣٧، الدرر الكامنة ١/ ١٠٢، شذرات الذهب ٦/ ٤.
(٨) مِقَتَهُ: محبَّته. القاموس (ومق) ص ٩٢٩.