للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأعياد، فالصلاة فيه تزداد فضلاً ومزية على كل مصلى أي ازدياد، ويُخَص الفائزون بالصلاة فيه من الله تعالى بأسبغ نِعَمٍ وأياد، وَيُمنَح الحائزون فضل الحضور إليها فواضل قصرت عنها معالي مَعَدٍّ وأيادي إياد.

أنشدني أبو عمر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الحموي كتابة عن أبي البركات أيمن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد الغرناطي لنفسه:

إنَّ عِيْدَاً بطَيبة وصَلاةً … بمُصَلَّى الرسولِ في يومِ عيدِ

نِعَمٌ ضَاقَ واسِعُ الشُّكرِ عَنها … فهي بُشرَى لكل عَبدٍ سعيدٍ

كم تَمنيتُهَا فَنِلتُ التَّمَنِّي … آخرَ العمرِ من مَكانٍ بَعيدٍ

وإذا كان في البقيع ضَريحي … وتوسَّدتُ طيبَ ذاك الصعيدِ

فاشهَدُوا لي بكُلِّ خَيرٍ وبِشرٍ … عند ربي ومُبْدئي ومُعيدي

وأما مسجد ضرار: وهو المسجد المذكور في التنزيل في قوله تعالى: {والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب الله ورسوله (١)} بنته اليهود (٢) في مدة غيبة النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى تبوك لغزو الروم فلما رجع وجدهم قد بنوا مسجد الضرار فبعث إليه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جماعة وأمرهم بهدمه فهدموه.

قال ابن جبير: وهذا المسجد مما كان يتقرب الناس إلى الله تعالى برجمه وهدمه وكان مكانه بفناء عارض به اليهود مسجد قباء وهو اليوم عديم الأثر ذاهب الخبر (٣).


(١) سورة (التوبة) آية: ١٠٧.
(٢) الراجح أن الذين بنوا مسجد الضرار هم فئة من المنافقين. سيرة ابن هشام ٤/ ١٣٤، تفسير الطبري ١١/ ٢٤ - ٣٣، دلائل النبوة للبيهقي ٥/ ٢٥٦ - ٢٦٤، والدر المنثور ٤/ ٢٨٤.
(٣) لم أقف على هذا النص في رحلة ابن جبير المطبوعة، ونقلها عنه أيضاً السمهودي في الوفا ٣/ ٨١٨.