للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والاها (١)، وإحدى هذه الجماوات أراد أبو قَطيفة (٢) بقوله (٣):

القصرُ والنّخلُ والجَّماءُ بينهما … أشهى إلى القلب من أبوابِ جيرونِ (٤)

إلى البَلاطِ، فما جازت قرائنُه … ذَودٌ نَزَحْنَ عن الفحشاءِ والهُونِ

قد يكتم النَّاسُ أسراراً وأَعلمُها … وليس يدرون طول الدْهرِ مكنوني

جُمْدَانُ، بالضمِّ ثمَّ السُّكون، وإهمال الدَّال تثنية جُمْدٍ، والجُمْد: قارةٌ (٥) ليست بطويلة في السماء، وهي غليظةٌ تغلظ مرة وتلين أخرى تُنبت الشجر، سميت جُمداً من جُمودها ويبسها، والجُمْد: أضعف (٦) الآكام، يكون مستديراً صغيراً، والقارة مستديرة صغيرة طويلةٌ في السماء، لا ينقادان في الأرض، وكلاهما غليظ الرأس، ويُسمَّيان جميعاً أَكَمَة (٧).

وجُمْدان ها هنا كأنه تثنية جُمْدٍ، يدلُّ عليه قول جرير (٨) لما أضافه إلى


(١) وهذه الجمَّاوات الثلاثة هضاب سودٌ كبار، قائمة بطرف العقيق على شفيره الغربي، وما زالت موجودة، وأقربها إلى المدينة جمَّاء تضارع، وبحذائها غرباً بشمال جمَّاء أم خالد، فجمَّاء العاقر. آثار المدينة المنورة للأنصاري ص ٢٢٢. ووقع في الأصل: (وماوالى واحد منها)؟! ولا تستقيم.
(٢) عمرو بن الوليد، شاعر أموي، كثير الحنين إلى وطنه بالمدينة لما أخرجه ابن الزبير عنها مع من أخرج من بني أمية، ونفاهم إلى الشام. معجم الشعراء ص ٢٤٠.
(٣) الأبيات في تاريخ ابن شبة ١/ ٢٩٨، معجم الشعراء ص ٢٤٠، معجم البلدان ٢/ ١٥٩، عمدة الأخبار ص ٢٩٠.
(٤) أي: دمشق، فهي فيها. والقرائن: الدُّور يستقبل بعضها بعضا. القاموس (قرن) ص ١٢٢٤. الذُّود: الإبل. القاموس (ذود) ص ٢٨١. نَزحْنَ: بَعُدْنَ. القاموس: (نزح) ص ٢٤٤.
(٥) القارة: الجُبيل الصغير المنقطع عن الجبال. اللسان (قور) ٥/ ١٢١.
(٦) هكذا في الأصل، وفي التهذيب: أصغر، وهو أصحُّ.
(٧) المادة اللغوية منقولة من تهذيب اللغة للأزهري ١٠/ ٦٧٨.
(٨) جرير بن عطية، من فحول الشعراء في العصر الأموي، له مهاجاة كثيرة مع الفرزدق. توفي سنة ١١٠ هـ. الشعر والشعراء ص ٣٠٤، سير أعلام النبلاء ٤/ ٥٩٠.