للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يركب الأمور بقدميه بلا معاوذة أحدٍ ولا سؤال، فاستفتح من ذلك الاعتلال والاختلال، ونفر منه بعض الخواطرِ وعنه مال، وتكرر في ذلك من النَّاس المقال، فَعُزل وَوُلي مكانَه السَّاقي إقبال (١)، فلم يُقابَلْ بقَبولٍ يُمكِّنه من الاقتبال (٢) في الاقتبال (٣)، فلم يكن إلا كلا ولا (٤) وقد جاء عزلُه وإعادة ياقوت إلى ما كان عليه من الحال، واستمرَّ إلى أن جاءه أمُر الله بالارتحال، فتوفي في عام أحدٍ وثمانين وسبعمائة، في ليلة السَّابع والعشرين من شهر رمضان ولم يُفطر.

٩٣ - يحيى التُّونسيُّ (٥) من الصَّالحين الأخيار، فاز بلُقيِّ جماعةٍ من السَّادات الكبار، كالشَّيخ (٦) أبي العباسِ المُرسي (٧) ومَنْ في طبقته من المشايخ الشَّاذلية.

واجتمع عنده الشَّيخ أبو العبَّاس في الإسكندرية بالشَّيخ نجم الدِّين الأصفهانيِّ (٨)، ورافقه إلى مكَّة مع رفيقه عبد الحميد المُوغاني (٩)، ثمَّ أقاما عنده بِمكَّة مدَّةً طويلة، واكتسبا منه مآثر جليلة، وانتقلا إلى المدينة.

وكان الشَّيخُ يحيى ذا محاضرةٍ كأنَّها حلاوة، ومُحاورةٍ عليها من اللُّطف


(١) هو إقبال الجمال الساقي، أحد خُدَّام الحرم النبوي، سمع بالروضة على العفيف المطري مسند الشافعي سنة ٧٥٣ هـ. التحفة اللطيفة ١/ ٣٣٦.
(٢) يقال: اقتبل أمره: إذا استأنفه. اللسان (قبل) ١١/ ٥٤٥.
(٣) الابتداء. القاموس (قبل) ص ١٠٤٦.
(٤) سبقت في الباب الرابع عند الكلام في احتراق المسجد النبوي الشريف.
(٥) نصيحة المشاور ص ١٤١.
(٦) في الأصل: بالشيخ.
(٧) تقدمت ترجمته.
(٨) تقدمت ترجمته.
(٩) تقدمت ترجمته في حرف العين.