للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كان له أقطاعٌ من مفاخر الأخيار، وكان قد حكم فيه الشَّيخُ العارف عمر الخرَّاز (١)، يتديَّن طول السَّنة من كلِّ مِدْيان (٢)، فإذا جاء الموسم احتفنه من خُبز

مختار حَفَنات من غير ميزان (٣).

وكان يتحيَّلُ في إيصال الخير إلى الفقراء سِرِّاً، ويَجتهد في إِسْداء المعروف إلى أهله بحيث لا يُدرى.

توفي رحمه الله عام أحدٍ وأربعين وسبعمائة.

٨١ - مفتاحٌ الهِنديُّ (٤)، كان من أَربابِ الكرامات، وأصحابِ المقامات، وله في طريقِ الفقر ارتحالاتٌ وإقامات.

كان يعمل في شهر ربيعٍ مولداً (٥) للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بِجمع حفيل، ووضعٍ جميل،


(١) عمر بن عياذ الأنصاري، موطنه الأصلي الأندلس، هاجر إلى الحجاز مع أسرته لما ضعف أهل ناحيته وغلب عليهم الإفرنج. نصيحة المشاور ص ١١٦، التحفة ٣/ ٣٥٤، الدرر الكامنة ٣/ ١٨٢، وفيه: (عمر بن عياض الجزار).
(٢) المِدْيان: الذي يقرض الناس. اللسان (دين) ١٣/ ١٦٨.
(٣) قال ابن فرحون موضِّحاً القصة هذه: وكان الشَّيخُ عمر الخرَّاز من إخوانه وكان عمر يأخذ الدَّين الكثيرَ لأجل عياله، فيأتي الموسم وعليه فوق الثَّلاثة آلاف درهم، فيقضيها الطواشي مختار، وربَمَّا يقول له: خذ من خبزي بغير ميزان فيحفن له حفنات تقضي دينه.
(٤) نصيحة المشاور ص ٦٢.
(٥) لاشك في بدعيته عند علماء أهل السنة لعدم ورود الدليل بمشروعيته، وكل ماكان كذلك فهو من البدع المحدثة لما أخرج الإمام مسلم من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا خطب: «أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة». أخرجه مسلم في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، رقم:٨٦٧،٢/ ٥٩٢. ومعلوم باتفاق العلماء من محدثين وفقهاء ومؤرخين أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم /لم تعرفه القرون الثلاثة المفضلة ولافعله أحد من السلف بل إن أول من أحدثه الرافضة في أواخر القرن الرابع بمصر، فلا يسيغ في شرع ولا عقل أن تضل الأمة بأسرها عن هذا العمل لو كان مشروعاً ثم يهتدي لذلك الرافضة الضلال بعد انقضاء العصور ودروس الأيام.