للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[حرف الكاف]

٦٤ - كافورٌ المُظَفَرِيُّ (١)، المعروف بالحريريِّ، المُلقَّب شِبلَ الدَّولة، شيخُ الخُدَّام بالحَرم الشَّريف النَّبويِّ.

تولَّى المشيخة عامَ سبعمائةٍ بعد موت عزيزِ الدَّولة العَزيزيِّ.

ربَّاهُ الملوكُ، وربَّى الملوكَ، وسلكَ في المشيخة أحسنَ سلوك، أخرج لطيبِهِ طيِّبَ محاسنِ الشِّيَم من عَيْبَتِه (٢)، وأرعبَ قلوبَ الأشراف بصلابته وهيبته.

ذو كَرَمٍ يُلقح آمال الرِّجال بلواقح رِياحه، ويَملأُ أطراف الحرم بشوامخ صباحه. كان إذا سمع هَدَّةً أو صوتاً مُزعجاً من انكسارِ قِنْديلٍ أو انحسار طِرْبيل (٣)، قابله بصيحةٍ أجفت جَرْسَهُ (٤)، وأعدمَتْ حِسَّه، وسكَّنت رحبه، وضيَّقت بزعزعته نحبه.

ومن غريب ما يُذكر عنه أنَّه عطَس مرَّةً من المِرار، فوقعَ لهيبته المُؤذِّنُ من أعلى المنار. وله في الحرمِ الشَّريف آثارٌ حسنَة، ربَط بِها في سِجلِّ السَّعادة رَسَنَهُ، ومن أظهرِها وأشهرِها، وأعلاها وأفخرها؛ بناءُ المنارة التي أنشأها بباب السَّلام، وشهد بحُسنها ولياقتِها لسانُ الإجماعِ على رُؤوس الأعلام.


(١) نَصِيحَة المُشَاور ص ٤٢، الدُّرَر الكَامِنَة ٣/ ٢٦١، التُّحفة اللَّطيفة ٣/ ٤٢٥.
(٢) العَيْبَةُ: وعاء من جلد. القاموس (عيب) ص ١١٨.
(٣) طربيل: حديدة المحراث التي يدق بها مايحصد. المعجم الوسيط ٢/ ٥٥٣ - ٩٦٢.
(٤) أجفت: مأخوذ من أجفى الماشية إذا أتبعها. اللسان (جفا) ١٤/ ١٤٩، والجرس: الصَّوت. القاموس (جرس) ص ٥٣٥.