للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هِمُّ (١) ولا هِمَّة، وأكثرها بالخطوط الفائقة المليحة، وأصولٍ مُتقنة مضبوطةٍ صحيحة.

وكان من عادته إذا حجَّ إلى بيت الله الحرام، أَنْ يُهيِّئ ما يَحتاج إليه أهلُه وعيالُه من الماء والطعام والإدام، ويَجمعَ العيال والزَّاد في مَنْزِلِهِ، ويسدَّ عليهم الباب بالبناء الموثوق، ولا يطلَّع على شيءٍ من أحوالهم مخلوق، ولا يزال /٤٩٠ البيتُ كذلك حتى يرجعَ إليهم، ويفتحَ الباب بيده عليهم.

وكان له جارٌ يدعى بالنُّور بن الصفيِّ (٢)، فقيهُ الإمامية وإمامهم في زمانه، وكان من جملة أحباب أبي محمدٍ وخواصِّ إخوانه، فلمَّا أدركه الأجل، أوصى إلى النُّور الجار، وكان له أولادٌ صغار، فدخل الكتب في حبس الأخطار بِحصار، وأكلتها الأَرَضَةُ والفار، وبلَّلتها الأنداء (٣) والأمطار، وذهب منها النُّقاوة والخِيار، وما بقي منه بيعت كلُّ عشرين بدينار، وامتلأت المدينة من بقاياها بعوائدَ غيرِ مألوفة، وحصلت في بيت كلِّ طالبٍ جملةٌ من علومٍ غيرِ معروفة، وذلك في عام أحد وسبعمائة.

٤٦ - عبدُ السَّلام بنُ سعيدٍ بن عبدِ الغالب القَرَوي (٤) بفتح القاف والرَّاء، قال جماعةٌ منهم ياقوتٌ الحمَوَيُّ (٥): يُنسب إلى قيروان، مدينةٌ عظيمة بإفريقية: قَرَويُّ.

منها: أبو أيوب القَرَويُّ صاحب (تاريخ المغرب). والقَرَويُّ أيضاً جماعة


(١) الهِمُّ: الشيخ الفاني، ويحتمل ضبطها بالفتح: هَمٌّ، أي: قصدٌ. القاموس (همم) ص ١١٧١.
(٢) علي بن الصيفي، نور الدين. كان من رؤساء أهل المدينة، يوالي المجاورين ويخدمهم ويقضي حوائجهم. نصيحة المشاور ص ١٦٢، التحفة ٣/ ٢٢٤.
(٣) الأنداء: جمع ندىً، وهي الرطوبة. القاموس (ندي) ص ١٣٣٨.
(٤) نصيحة المشاور ص ١٧٦، الدرر الكامنة ٢/ ٣٦٦، التحفة اللطيفة ٣/ ٧.
(٥) معجم البلدان ٤/ ٤٢١، وعبارته: ويُنسب إلى القيروان: قيروانيُّ، وقرويُّ.