للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[حرف الياء]

٩٢ - ياقوتُ بنُ عبد الله، الخزندار، الرسوليُّ (١)، الشَّيخُ افتخارُ الدِّين، شيخ الخُدَّام بالحرم الشَّريف النَّبويِّ.

ولي المشيخةَ في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، بحكم انقطاع عزِّ الدِّين دينار (٢) إلى العُزلة والعبادة، وضعفه عن المباشرة ومُراعاة الأُمور المعتادة، فقام بحرمةِ المنصب بأحسن قيام، وأَقعد بهيبته عن الحِراك طوائف اللِّئام، واستغرق في حفظ الحرم وخِفارته (٣) اللَّيالي والأيام، ويرجع إلى عِفَّةٍ ودين وورعٍ /٥٢٩ وصلاةٍ وصيام، لم يترك صوم الاثنين والخميس أعوام، وخدم الملوك خمسةً وعشرين سنة فلم يتناول في جامكيته (٤) ما فيه شبهةُ حرام، وإنَّما يتناولها من جِزْيةٍ (٥) لا يشكُّ في حِلِّها إمام، وكان مُعدَّلاً مقبول الشَّهادة عند القضاة والحُكَّام.

فلمَّا وَلي المشيخَة بالغ في بسط الهيبة، وأفرط في ضبط الغَيْبَة، حتى ذكر كلُّ أحدٍ عَيْبَه، وشانوا شأنه بالاستبداد والاستقلال، وترك مراجعة الأصحاب في أكثر الأحوال، ولم يكترث بجماعته ولا يخطرون منه ببال، بل


(١) نصيحة المشاور ص ٤٩ - ٥١، الدرر الكامنة ٤/ ٤٠٨.
(٢) تقدَّمت ترجمته.
(٣) خفارته: مِنعه وإجارته. يقال: خَفَرَ يَخْفِرُ ويَخْفُرُ: أجاره ومنَعَه. القاموس (خفر) ص ٣٨٦.
(٤) الجامَكي: كلمة فارسية معناه: مرتب الخادم أو الجندي. المعجم الذهبي (فارسي -عربي) ص ١٩٨.
(٥) قال ابن فرحون: لا يتناول جامكيته إلا من الجِزيةِ المأخوذة من أهل الكتاب، تورُّعاً من أموال السُّلطان. نصيحة المشاور ص ٥١.