للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قصر عروة: هو بالعقيق منسوب إلى عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد (١).

روى عروة بن الزبير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (٢): «يكون في أمتي خسف وقذف، وذلك عند ظهور عمل قوم لوط فيهم».

قال عروة: «وبلغني أنه قد ظهر ذلك فتنحيت عن المدينة، وخشيت أن يقع وأنا بها فنزلت العقيق»، وبنى به قصره المشهور عند بئره. وقال فيه لما فرغ منه (٣):

بَنيناهُ فأحسنَّا بناهُ … بحمد الله، في وسط العقيقِ

تراهمْ ينظرون إليه شزْراً … يلوح لهمْ على وضَح الطَّريقِ

فساءَ الكاشحين، وكان غيظاً … لأعدائي، وسُرَّ به صديقي

يراه كلُّ مرتفق، وسارٍ … ومعتمرٍ إلى البيتِ العتيقِ

وأقام عبد الله (٤) بن عروة بالعقيق في قصر أبيه، فقيل له: تركتَ المدينة؟ فقال: لأني كنتُ بين رجلين: حاسدٍ على نعمة، وشامتٍ بنكبة.


(١) تقدَّمت ترجمته.
(٢) أخرجه الزبير في كتاب النسب-كما ذكر الذَّهبي في السير ٤/ ٤٢٨، قال: حدثني محمد ابن حسن، عن محمد بن يعقوب بن عتبة، عن عبد الله بن عكرمة عن عروة، والحديث ضعيف لإرساله، وجهالة محمد بن يعقوب بن عتبة، وعبد الله بن عكرمة لم يوثقه غير ابن حِبَّان، ومحمد بن حسن هو ابن زبالة: كذبوه.
(٣) الأبيات في تاريخ دمشق لابن عساكر ٤٠/ ٢٨١، معجم البلدان ٤/ ٣٦١، سير أعلام النبلاء ٤/ ٤٢٨، وفاء الوفا ٣/ ١٠٤٤. وتحرف قوله: (ومعتمر) إلى: ومعتمد.
(٤) أخو هشام بن عروة، يروي عن أبيه، وروى عنه أخوه هشام، والزُّهري، كان يشبَّه بعبدالله بن الزبير في لسانه وجلده، زوَّجَه عبد الله ابنته أم حكيم وكانت أحبَّ ولده إليه. نسب قريش ص ٢٤٦، الثقات ٧/ ٢، التاريخ الكبير ٣/ ١/١٦٣، سير أعلام النبلاء ٤/ ٤٢٨.