للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

وصلَّى الله على سيدِنا محمدٍ وآله وصحبه وسلَّم، ربِّ يَسّر وأعنْ يا كَريمُ.

الحمدُ للهِ الذِي شَرَّفَ بَلَدَ حبيبه وأَطَابَهُ، وأَنَافَ على سائر البُلْدانِ نِطَابَهُ (١)، ورفع فيه مِنبرَه ونَصَبَ فِيهِ مِحْرَابَه، وَأَوْجَهَ بِهِ مِنَ الْبَيْتِ العَتِيقِ حِجْرَهُ ومِيَزابَه، وأمطر على نَالَتِهِ (٢) من جزيل نَالِهِ (٣) أدرَّ سَحَابَه، وضاعف لمن ثَوَى فيه من عظيم فضله ثَوَابَه، وجعل [دواءَ (٤)] الآلام طِينَه وشِفَاءَ الأسقامِ تُرابَه (٥)، وأترع من جَوْد (٦) جُودِ سِرِّ الوجود (٧)

عِرَاصَه (٨) ورِحَابَه، وأمْرَعَ (٩)


(١) النِّطاب - بالكسر-: الرأس. القاموس (نطب) ص ١٣٩.
(٢) النالة: ما حول الحرم. القاموس (نول) ص ١٠٦٦.
(٣) النال والنوال: العطاء): السابق.
(٤) في الأصل: داء، والصواب ما أثبتناه.
(٥) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى الإنسانُ الشيءَ منهُ أو كانت به قَرْحَةٌ أو جَرْحٌ، قال النبي صلى الله عليه وسلم بإصبعه هكذا، ووضع سفيان سبابته بالأرض، ثم رفعها: «بسم الله، تُرْبَةُ أرضنا برِيقَةِ بعضنا ليُشْفَى سَقِيمُنا بإذن ربنا». أخرجه البخاري، في الطب، باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم رقم:٥٧٤٥. ومسلم واللفظ له، في السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة والنظرة، رقم:٢١٩٤.
وهل المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: (تربة أرضنا) جميع الأرض أو أرض المدينة خاصة، فيه قولان، وينظر لذلك: زاد المعاد ٤/ ١٨٧، وشرح النووي لصحيح مسلم ١٤/ ١٨٤، وفتح الباري ١٠/ ٢٠٧.
(٦) الجَوْد: المطر الغزير. القاموس (جود) ص ٢٧٥.
(٧) سر الوجود) مصطلح متأخر محدث لايعرفه السلف ولا الأئمة المعتبرون المشهود لهم بالخير ولادلالة شرعية عليه، بل جاء في قوله تعالى: {وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} بيان الحكمة من خلق الخلق.
(٨) العِراص جمع عَرْصة، وهي: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء. السابق (عرص) ص ٦٢٣.
(٩) قوله: (وأترع من جَوْد … وأمرع كؤوسه … ) كذا في الأصل، والمناسب للمعنى أن يكون في الأول (أمرع) وفي الثاني (أترع)، لأن معنى (أمرع): أخصب، والمَرِيع: الخصيب، ومعنى (أترع): ملأ. القاموس (مرع) و (ترع) ص ٧٠٦،٧٦٣.