للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الحارث: البلاد الوبائية ذاتُ الأدغال والبعوض، وهي عُشُّ الوباء، ولكن ليخرج أهلها إلى ما يقاربها من الأرض العذبة، إلى مرتفع النَّجم، وليأكلوا البصل (١) والكُرَّاث، ويباكروا السَّمن العربي فيشربوه، وليمسكوا الطيب، ولا يمشوا حفاةً، ولا يناموا بالنهار، فإني أرجو أن يسلموا، فأمرهم عمر رضي الله عنه بذلك.

حَضِير، بالفتح كأمير: قاعٌ فيه آبارٌ ومزارعُ، يفيض عليها سيل النَّقيع (٢)، وبين

النقيع والمدينة عشرون ميلاً، وقيل: فرسخاً. قال أبو زياد (٣):

ألم تَرَ أنِّي والهِزَبْرَ، وعامِراً … وثورةَ، عشنا من لحوم الطَّرائِدِ

يقولون لمّا أقلع الغيثُ عنهمُ: … ألا هل ليالٍ بالحَضيِر عوائدِ؟

حَفْيَاء، بالفتح والسكون، وياء وألف ممدودة: موضعٌ قرب المدينة (٤)، أجرى منه رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل في السباق، قاله الحازميُّ (٥)، ورواه غيره بالقصر، وضبطه بعضهم بالضم والقصر وهو خطأ، ورواه بعضهم: حيفا، بتقديم الياء على الفاء.


(١) في الأصل: (السمن)، وهو خطأ؛ لأن السمن مذكور بعدها، والتصويب من معجم البلدان ٢/ ٢٧٢، والوفا ٤/ ١١٩١.
(٢) قال في وفاء الوفا ٤/ ١١٩٢: إليه ينتهي النقيع، ويبتدئ العقيق.
(٣) البيتان في معجم البلدان ٢/ ٢٧٣.
… أبو زياد الكلابي: يزيد بن عبد الله بن الحرِّ، أعرابيٌّ، بدويٌّ، قدم من البادية أيام المهدي حين أصابت الناس المجاعة، كان لغويّاً، شاعراً، فصيحاً، له كتاب (النوادر) كثير الفائدة، وذكر فيه كثيراً من الأمكنة، واعتمد عليه ياقوت في معجمه. مراتب النحويين ص ٨٧، إنباه الرواة ٤/ ١٢٧.
(٤) وهي اليوم خيف الشنيبلية، تبعد عن المدينة ٩ كلم، وفي غرب جبل أحد وشمال شرق جبل مخيض. المدينة بين الماضي والحاضر ص ٤٨١،٤٨٣.
(٥) في كتابه (ما اتفق لفظه وافترق مسمَّاه من الأمكنة) ١/ ٣٧١.