للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[حرف العين]

٤٤ - عبدُ الرَّحمن بنُ عبدِ المؤمنِ بن عبد الملك (١)، القاضي تقيُّ الدِّين ابن الشَّيخِ جمال الدِّين ابنِ الشَّيخِ رشيد الدِّين الهُورِينيُّ الشَّافعيُّ المصِريُّ.

وهُورين بلدةٌ بالدِّيار المصرية، ولا /٤٨٩ أدري [أهي] هونين (٢) التي ذكرها أصحاب المسالك والممالك في ديار مصر فغيَّرتها العَامَّةُ، أو هما متغايران؟ والله أعلم.

ولي قضاء المدينة في عامِ خمسٍ وأربعين، فوردها بعلمٍ غزير، وفضلٍ كثير، وعقلٍ مزير (٣)، ورئاسةٍ تصعد إلى الفلك الأثير، وهيبةٍ تُرعب الجاهل الغَرير، ويتأدَّب معها العاقل الكبير، ونصرةٍ للشَّرع حيث لا مُعينٌ ولا نصير، وقيامٍ في الحقَّ ببأسٍ يخضع له الفَطِن النصير، مع الشَّكالةِ الصَّبيحة، والشَّيبة المليحة، واللَّهجة الفصيحة.

واستنابَ في الحكم القاضيَ بَدر الدِّين بنَ فرحون (٤)، فقام به قياماً صفَّى اللُّحون، وصحَّح الملحون، وأسالَ على وادي الأعادي سَيْحون وجَيْحون.

ثمَّ إنَّ القاضيَ تقيَّ الدِّين أُصيب ببصره لماءٍ نزل عليه، فتوجَّه إلى الدِّيار المصرية ليقدحَ عينيه، فَسُعِيَ عليه فَعُزِل، وأُضعف حمل إبله عن العود إلى المدينة وهُزِل.


(١) نصيحة المشاور، ص ٢٢١، الدُّرر الكامنة ٢/ ٣٣٥، التحفة اللطيفة ٢/ ٥٠٨.
(٢) ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان ٥/ ٤٢٠، فقال: هُونين: بلد في جبالِ عاملةَ مُطِلٌّ على نواحي مصر.
(٣) مزير: نافذ الرأي. القاموس (مزر) ص ٤٧٥.
(٤) مؤلف نصيحة المشاور، اسمه عبد الله، وستأتي ترجمته قريباً.