للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[حرف الصاد]

٣٩ - صوابُ بنُ عبدِ الله المُغِيثيُّ (١)، شمسُ الدِّين. كان من الخُدَّام الموصوفين بالدِّين المتين، والورع المكين، والسَّابقين إلى الخيرات الفاخرة، واللاَّحقين بالسَّالفين من أولئك الفِئة الزَّاهرة، كان مجتهداً في البَدار إلى مباشرة الخدمة الشَّريفة، معتنياً على الاستباق إلى تعليق القناديل وما تعلَّق به من وظيفة، وكان من أوَّلِ الدَّاخلين إلى المسجد للصَّلاة، والحائزين بِها من مواهب الله أجزلَ الصِّلات.

لزِم أُسطوانة المهاجرين وإليها أَلِف، وواظب على الصَّلاة إليها حتى بِها عُرِف، بذل في طاعة اللهِ الأيام، فَليلُه قيام، ونَهارُه صيام، وقوي له بحبل الله الاعتصام، ولاقى أرباب الدَّولة بصولةٍ أَمضى من حدِّ الصَّمْصَام (٢).

وأمَّا في إطعام الطَّعام، وإكرام الأَقوام، فقد فاقَ جميع أقرانه من الخُدَّام، وتقدَّم عليهم في معازل (٣) المعارف بأَقدام الإقدام، فبقي اسمهُ على ممرِّ الأعوام ودام، وثبت اسمه على مَكَرِّ الأيَّام واستدام، على أنَّ جميعَ الخُدَّام في تلك الأزمان كانوا بالمكارم يتفاضلون، وبالبذل والسَّخاء في ميدان الإخاء يتناضلون (٤)، لكنْ بعضٌ منهم على بعضٍ يزيد، وكلٌّ بذلك وجه اللهِ يقصد ويريد.


(١) نصيحة المشاور ص ٥٦، التحفة اللطيفة ٢/ ٢٤٧، المنهل الصافي ٦/ ٣٥٥.
(٢) الصمصام: السَّيف. القاموس (صمم) ص ١١٣٠.
(٣) هكذا في الأصل، ولعل الصواب: منازل.
(٤) يتناضلون: يتبارَوْن. القاموس (نضل) ص ١٠٦٣.