للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧٠ - [محمد بن أحمد الأمين، الشيخ أبو عبد الله الاقشهري، ثم الأخلاطي (١). الشيخ أمين الدِّين.

ارتحل من بلاد الروم إلى بلاد المغرب في شبابه، وتجرَّد لالتماس العلم وتِطلابه، وطلب الفضل والأدب من أبوابه، وطاف في أقطار الأندلس وجال، ولقي من أهل العلم فحول الرجال، واقتبس من أنفاسهم، وأنس من ناموسه نبراسُهم، وتعلم من تِبيانِهم، وتكلم بِلسانِهم، وتأسَّن (٢) بأَنْسَائِهم (٣).

فتح الله عليه في خدمة الحديث باباً، سهَّل عليه مدخله، فَعِلمُ الحديث وتدوينه محطُّه ومرحله، صنَّف فيه تصانيف، وجمع وألَّف فيه تأليف ونفع، وكان متردِّداً بين الحَرَمين، رافعاً من شرف جوارهما عَلَمين، ثمَّ إنَّه اختار في الآخرة مجاورة المدينة، ورزقه الله بها من التمنيات حليلة خدينة، فأحبَّت الشيخ واختارت على الدنيا جَنابه، وأتت منه ببنتين فسمَّاهما: طيبة وطابة، فأحبَّهما غاية الحبابة، واسترغد بِهما العيش واستطابه، ثمَّ إنَّهما تُوفيتا في حياته، وسلبتاه ضوء إياته (٤)، وصفاء ساعاته، وحزن بفقدهما إلى أقصى غاياته. توفي عام تسعٍ وثلاثين وسبعمائة] (٥)


(١) نصيحة المشاور ص ١٠٧، التحفة اللطيفة ٣/ ٤٦٠، العقد الثمين ١/ ٢٨٦، ذيل التقيد ١/ ٣٩.
وآقشهر، بِقُونية، وهي مدينة في تركيا، وذكر الفاسي أن مولده سنة ٦٦٦ هـ.
(٢) تأسَّن أباه: أخذ أخلاقه. القاموس (أسن) ص ١١٧٦.
(٣) الأنساء جمع نَسْء، وهو اللبن الرقيق الممذوق بالماء، أو الشراب الذي يزيل العقل. اللسان (نسأ) ١/ ١٦٩ - ١٧٠.
(٤) أصل الإياة: ضوء الشمس. اللسان (أيا) ١٤/ ٦٣. يريد: إصابته بالعمى.
(٥) وهذه الترجمة ساقطة من الأصل مع السقط، واستدركناها من التحفة اللطيفة ٣/ ٤٦٢ لأنَّه نقلها عن المؤلف كعادته في النقل عنه.