للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال ابنُ إسحاق (١): وأقبلت غَطَفان يوم الخندق ومَنْ تَبِعها من أهل نجد حتى نزلوا بذَنَبِ نَقَمى إلى جانب أُحد، ويروى: نَقَم.

نَقِيعٌ، بالفتح ثمَّ الكسر، وياءٍ تحتية ساكنة وعين مهملة، والنَّقِيعُ لغةً: مُسْتَنْقَعُ الماء، والنَّقيعُ: القاعُ.

وهو اسمُ موضعٍ قرب المدينة، يقال له: نَقِيعُ الخَضِمَات بفتح الخاء المعجمة، وكسر الضَّاد المعجمة، والخَضِيمة: النَّبات الناعم الأخضر الغَضُّ، والخَضِيمة أيضاً: الأرضُ النَّاعمة النبات، جمعوها (٢) على خَضِمات، كأنَّهم أسقطوا الياء تخفيفاً لكثرة الاستعمال، حماه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لخيل المسلمين، وهو من أودية الحجاز يدفع سيله إلى المدينة، يسلكه العرب إلى مكة.

وحِمَى النَّقيع على عشرين فرسخاً من المدينة، أو نحو ذلك.

وقال نصر: النَّقيعُ: موضعٌ قرب المدينة كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حماه لخيله، وله هناك مسجد يقال له: مقمِّل، وهو من ديار مُزينة، وبين النقيع والمدينة خمسون فرسخاً. وهو غير نقيع الخَضِمات، وكلاهما بالنون. وأما الباء فيهما فخطأٌ صُرَاح.

قال القاضي عياض (٣): النَّقيع الذي حماه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثمَّ عمر رضي الله عنه وهو الذي يُضاف إليه في الحديث (٤): «غرز النقيع».


(١) السيرة النبوية ٣/ ١٧١، ١٧٢.
(٢) تهذيب اللغة ١٤/ ٣١.
(٣) مشارق الأنوار ٢/ ١٣٠، وقال: يروى بفتح الراء وسكونها.
(٤) ذكر السمهودي في (الوفا) ٣/ ١٠٨٩: أن عمر رضي الله عنه، رأى في روث فرسه شعيراً في عام الرَّمادة، فقال: لأجعلن له من غرز النقيع ما يكفيه.
… وفي رواية: المسلمون لا يشبعون والشعير في روثك؟ لتعالجن غرز النقيع. غريب الحديث للخطابي ٣/ ٢٦١ و ١/ ٦١٩، الفائق ٣/ ٦٣.
… والغرز: نوع من أنواع الثُّمام دقيق لا ورق له. وأخرجه أحمد ٢/ ١٥٧ دون لفظ (غرز).