للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والصيام، وامتثاله بالإيثار والإطعام، وتفقُّد المنقطعين بِملوكي الشَّراب والطعام، مِمَّا يَقف دونه أقدامُ الأقلام، ولا يصف مَعُونَه (١) انتظامُ الكلام. حظي الشَّيخ أحمد بن التستري (٢) وولده (٣) بخدمته، وتخصصاً بلزوم عَتَبَته، وحمَّلهما من ميامن بركته (٤)، وتوفي الشَّيخ إلى رضوان الله ورحمته، في عام أحد وثلاثين وسبعمائة.

٦ - أحمد بن عبد الله، الشَّيخ شهاب الدين القَرمي (٥)، الواعظ اللاَّفظ، البارع الفارع، أحد الصُّلحاء العُبَّاد، وأحد النُّبهاء الزُّهَّاد، نشأ ببلاد خوارزم وما والاها، وتسنَّم ذُرى الفضائل السَّنية وعَالاها، وسلك هنالك أسلوب الوعظ والتَّذكير، وصعود المنابر للتحديث والتفسير، وإرشاد الأصاغر والأكابر بحسن التعبير والتحبير، ثمَّ جعل المسافرة أقصى سُؤْله، واختار المهاجرة إلى الله ورسوله، فقدم لجوار المدينة، بأوقارٍ (٦) من الحِشمة والسَّكينة، وملازمة/٤٥٩ العبادة والدِّيانة، والعِفَّة والصَّيانة، واتَّباع السُّنَّة إلى


(١) أي: عَوْنَه، قال الكسائي: المَعُون: المعونة. الصحاح (عون) ١/ ٢١٦٨.
(٢) هو أحمد بن عثمان التستري، كان من أهل الصلاح والدين، ومن الرجال الملازمين للصف الأول، ومن أصحاب السكينة والوقار. وتستر تعريب شوشتر. نصيحة المشاور ص ١١١، التحفة اللطيفة ١/ ٢٠٠، الدرر الكامنة ٣/ ٣٣٨، معجم البلدان ٢٠/ ٢٩. قال في القاموس (تستر) ص ٤٥٥: تُسْتَر: كجندَب، موضع، وشُشتَر بمعجمتين: لحن.
(٣) ولده: محمد بن أحمد بن عثمان التستري، شمس الدين، ولد في المدينة المنورة سنة ٧١٠ هـ، وأجاز له كثير من العلماء، وحدّث عن الجمال المطري. توفي ليلة النصف من شعبان سنة ٧٨٥ هـ. الدرر الكامنة ٣/ ٣٣٨، التحفة اللطيفة ٣/ ٤٧٨.
(٤) إن كان المقصود بركة العلم والتأسي بأهل الصلاح والدين فنعم، وإن كان المقصود التبرّك بالذوات والآثار فليس هذا بمشروع بل هو من الغلو في الصالحين وقد نهينا عن هذا.
(٥) نصيحة المشاور ص ١٠٦، التحفة اللطيفة ١/ ٢٨١.
(٦). جمع وِقْر، وهو الحِمل الثَّقيل. القاموس (وقر) ص ٤٩٣.