للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عبيد الله اشتراه، فتصدَّق به على مارَّة الطريق.

قال القاضي عياض: جاء في حديث قُتيبة (١) في (الصحيح) (٢): أنَّ بذي قَرَد كان سَرْحُ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أغارت عليه غطفان. وهذا غلطٌ (٣)، إنما كان بالغابة قرب المدينة. قال: وذو قَرَد حيث انتهى المسلمون آخر النهار، وبه باتوا، ومنه انصرفوا، فَسُمِّيت به الغزوة. وقد بيَّنه في حديث سلمة بن الأكوَع (٤).

وقول بعض شيوخ مسلم، في آخر حديث قُتيبة: فلحقهم بذي قَرَد. يدلُّ على ذلك، لأنَّهم لم يأخذوا السرْح ويقيموا بمكانِهم حتى لحق بِهم الطلب.

قال محمد بن موسى (٥): غزوة الغابة هي غزوةُ ذي قَرَد، وكانت سنة ستٍّ.

القَرْنين، تثنية قَرْن، ويقال له: ذاتُ القرنين أيضاً، وهي موضعٌ في أعلى /٤٠٤ وادي رَوْلان (٦)، من ناحية المدينة، سُمِّي بذات القرنين؛ لأنَّه بين جبلين


(١) وقع في الأصل: (قبيصة)، وهو تحريف. وقتيبة هو ابن سعيد شيخ البخاري ومسلم، رويا عنه القصة في صحيحيهما، وهو شيخ الإسلام ارتحل في طلب العلم، وكتب ما لا يوصف كثرة، أخذ عن مالك والليث وأبي عوانة، توفي سنة ٢٤٠ هـ. طبقات ابن سعد ٧/ ٣٧٩، طبقات الحنابلة ١/ ٢٥٧، سير أعلام النبلاء ١١/ ١٣.
(٢) أخرجه البخاري، في المغازي، باب غزوة ذات القرد، رقم: ٤١٩٤، ٧/ ٥٢٦، ومسلم في الجهاد والسير، باب غزو ذي قرد وغيرها، رقم: ١٨٠٦،٣/ ١٤٣٢.
(٣) قال ابن حجر في الفتح ٧/ ٥٢٦: ما في الصحيح من التاريخ لغزوة ذي قرد أصح مما ذكره أهل السير. وانظر أقوالاً أخرى ذكرها الحافظ في الفتح.
(٤) تقدم.
(٥) هو الحازمي، ولم أجده في كتابه ما اتفق لفظه.
(٦) وادٍ من أودية بني سليم. معجم البلدان ٣/ ٩٧.