للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال مرَّةً أُخرى: ومن مياه بني جعفر بالحِمَى حِمى ضَرِيَّةَ مِدْعَا، وهي خيرُ مياه بني جعفر، وهي مُتوحٌ (١) مطويةٌ بالحجارة. قال (٢):

يُهدِّدُني ليأخذَ حَفْرَ مِدْعا … ودون الحَفْرِ غَوْلٌ للرِّجالِ

وقال (٣):

أَشاقَتْكَ المنازلُ بينَ مِدْعَا … إلى شعرٍ فأكنافِ الكؤودِ

ومِدْعا: موضعٌ بالوَضح (٤).

المَذَادُ، بالفتح، آخرُه دالٌ مهملة: اسمُ مكانٍ مِنْ: ذَادَه يذوده: طرده. وهو اسمُ موضعٍ بالمدينة حيث حفر النبيُّ صلى الله عليه وسلم الخندق. قال كعب بن مالك يوم الخندق (٥):

مَنْ سرَّهُ ضربٌ يُرَعْبِلُ بعضَه … بعضاً كَمَعْمَعَةِ الأَباءِ المُحْرَقِ

فليأتِ مأسدة تُسَلُّ سيوفُها … بين المَذادِ وبين جزعِ الخندقِ

وقيل المذاد: وادٍ بين سَلْعٍ والخندقِ خندقِ المدينة (٦).

قال الزُّبير: المذادُ: أُطُمٌ ابتناه بنو حرام بن كعب بن غنم بن سلمة في الأرض التي كانت لمعبد بن مالك، فسُمِّيت تلك الناحية المذاد. والأُطُم الذي


(١) البئر المتوح: هي التي يمد منها باليدين على البكرة. القاموس (متح) ص ٢٤٠.
(٢) البيت في معجم البلدان ٥/ ٨٩ وذكره في مادة مذعى، بالذال المعجمة.
(٣) البيت في معجم البلدان ٥/ ٩٠. وشعْر: جبل ضخم يشرف على معدن الماوان قبل الربذة. معجم البلدان ٣/ ٣٤٩.
(٤) هو الحمى لبني جعفر بن كلاب. معجم البلدان ٥/ ٣٧٩.
(٥) البيتان في ديوانه ص ٢٤٤، السيرة النبوية لابن هشام ٣/ ٢٠٩، الوفا ٤/ ١٣٠٢.
… المعمعة: صوت اتقاد النار. اللسان (معع) ٨/ ٣٤٠، الأباء: القصب. اللسان (أبي) ١٤/ ٦. المأسدة: مكان الأُسُود. اللسان (أسد) ٣/ ٧٢، وأراد بها مكان المعركة.
(٦) قال الطبري في (تاريخه) ٢/ ٥٦٧: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق عام الأحزاب من أُجُم الشيخين طرف بني حارثة حتى بلغ المذاد.