للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المُسامرين، كان إلى مؤانسة مَنْ يُخالطه مَيَّالاً، وإلى مجالسة مَنْ يعاشره سَيَّالاً، وإلى الخواطر أليفاً قريباً، وإلى القلوب حَليفاً حبيباً، فهو طول عمره يَجْبر كسيراً، أو يُطعم فقيراً، ويُؤنس غريباً، ويعتني بتحصيل فاخر الأشربة والمياه والمعاجين، وجَمْعِ محاسنِ البَقول والفواكه والحلاوى بالعُلَب في الصَّناديق والمراجين (١)، وكلُّ ذلك مبذولٌ للأصحاب والإخوان، وممدودٌ لهم من مفاخر الإطعمة الخِوَان (٢).

يُبدع من الحلاوى والطبائخ غرائبَ ويُبديها، ويُتحف بها صالحي المجاورين ويُهديها، لا يُطلَبُ منه حاجةٌ فيقول: لا أجد، بل إن وجدها يَجُدْ بها، وما لا يجدها يطلبها من مظانِّها ويستنجد ويبذل غاية الجهد في تحصيل حاجة الصاحب وإليه يُسندها.

٦٩ - مُحمد بنُ مُحمدِ بنِ أحمَدَ بنِ إبراهيمَ بنِ يحيى بنِ أبي المجد، القاضي شرفُ الدِّين (٣)، أبو الفتح، ابن القاضي عز الدِّين أبي عبد الله ابن الشَّيخ كمال الدِّين أبي العباس ابن العلامة شيخ الشافعية برهان الدِّين أبي أحمد الشافعيُّ، المِصريُّ، الشهير بابن الأُميوطي.

كان فقيهاً يُضرب بحفظه الأمثال، ويُلقط من لفظه اللآل، وتُشَدُّ إليه الرِّحال، وتُضرب إليه أكباد الآبال، وينال المستفيدون من غزارة علمه غاياتِ الآمال.

إذا نَقَلَ الفقه فَحدثْ عن البحور، وإذا رقا المنبر فاحكِ عن الخِراص (٤)


(١) المراجين: جمع مَرْجونة، وهي القُفَّة. القاموس (رجن) ص ١١٩٩.
(٢) الخُوان: بضمّ الخاء وكسرها: الذي يؤكل عليه. اللسان (خون) ١٣/ ١٤٦.
(٣) نصيحة المشاور ص ٢١٧، الدرر الكامنة ٤/ ١٥٩.
(٤) الخراص: جمع خُرْص، وهي حلقة الذهب والفضة. وتصحفت في الأصل إلى: الخواص. القاموس (خرص) ص ٦١٧.