للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال أهل السِّيَر (١): لما قدِم اليهودُ المدينةَ نزلوا السافلة، فاستوخموها، فأتوا العالية، فنزل بنو النَّضِير بُطْحان، ونزلت بنو قُريظة مَهزوراً، وهما واديان يهبطان من حَرَّةٍ هناك، ينصب منها مياه عذبة، فاتخذ بها بنو النَّضِير الحدائق والآطام، وأقاموا بها إلى أن غزاهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرجهم منها-كما نذكره في النَّضِير- قال الشاعر (٢):

/٢٦٦ أبا سعيدٍ لم أزل بَعدكم … في كُرَبٍ للشوق تغشاني

كم مجلس ولىَّ بلذَّاته … لم يَهْننَي، إذ غاب نُدْماني

سقياً لِسَلْعٍ ولساحاتها … والعيش في أكناف بُطْحان

أمسيتُ من شوق إلى أهلها … أدفعُ أحزاناً بأحزان

وقال ابن مُقْبِل (٣):

عَفا بَطِحَانٌ من سُلَيْمَى فَيَثْرِبُ … فملقى الرحال من مِنَى، فالمُحَصَّبُ

وقال أبو زياد: بُطْحان من مياه الضِّباب (٤).

بَطْنُ نَخْلٍ- جمع نخلة-: قرية قريبة من المدينة، على طريق البصرة،


(١) الدرة الثمينة لابن النجار ص ٢٩ - ٣١، الأغاني أخبار أوس ونسب اليهود النازلين بيثرب وأخبارهم ٢٢/ ١١١ ومابعدها، معجم البلدان ١/ ٤٤٦، والنقل عن الأخير.
(٢) قال ياقوت في المرجع السابق بعدها: وهو_ أي: هذا الشعر_ يقوي رواية من سكَّن الطاء.
(٣) عبارة ياقوت في المرجع السابق: (وقال ابن مقبل في قول من كسر الطاء … ) وابن مُقْبل هو: تميم بن مقبل بن عوف بن حنيف بن قتيبة بن العجلان بن عامر بن صعصعة، أبو كعب، شاعر جاهلي، أدرك الإسلام ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم بعد ذلك، فكان يبكي أهل الجاهلية، وبلغ مئة وعشرين سنة. ترجم له الحافظ في (الإصابة) في القسم الثالث فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره ١/ ١٨٧، ولابن مقبل (ديوان شعر) طبع بتحقيق د. عزة حسن.
(٤) معجم البلدان ١/ ٤٤٧، قال الشيخ حمد الجاسر (المغانم ٥٧): (هذا في عالية نجد، بعيد عن المدينة).