للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فيها شيء، وفي مائها بعض الملوحة، ويستعذبون من آبار في واد يقال له: سُوارق، ووادٍ يقال له: الأبطن ماء خفيفاً عذباً، ولهم مزارع، ونخيل كثيرة، وموز وعنب، وتين ورمان، وسفرجل وخوخ، ولهم إبل، وخيل، وشاء [كثير (١)] وكبراؤهم بادية إلا من ولد بها فإنهم تانئون (٢) بها، والآخرون بادون حولها، ويميرون طريق الحجاز ونجد في طريقي (٣) الحاج، والحدُّ (٤) ضَرِيَّة، وإليها ينتهي حدُّهم إلى سبع مراحل، ولهم قرى حواليهم، تذكر في أماكنها إن شاء الله تعالى.

وقد نَسَبَ إليها المُحدِّثون أبا بكر محمد بن عتيق السُّوارقي البكريُّ (٥)، فقيهٌ شريفٌ، شاعر توفي بطوس.

السُّور: سور المدينة الشريفة، بناه (٦) أولاً عضد الدَّولة ابن بُوَيه (٧)، بعد الستين (٨) وثلاث مائة، في خلافة الطائع


(١) ما بين المعقوفين ليس في الأصل، واستدركناه من رسالة عرام ص ٤٣١ - ٤٣٢.
(٢) تانئون: ماكثون. القاموس (تنأ) ص ٣٠٥.
(٣) طريق حجاج الكوفة، وطريق حجاج البصرة.
(٤) في الأصل: (وإلى حدِّ).
(٥) قال عنه السمعاني في الأنساب ٣/ ٣٢٩: وكان كريماً سخي النفس، حسن الصداقة لقيته بمرو، ثم بنيسابور. توفي بطوس سنة ٥٣٨ هـ. ونقل شيئاً من ترجمته هذه ياقوت في معجم البلدان ٣/ ٢٧٦.
(٦) النقل من كتاب التعريف للمطري ص ٧٣، وهو مأخوذٌ من وفيات الأعيان لابن خلكان ٥/ ١٤٤.
(٧) السلطان أبو شجاع، عضد الدولة، صاحب العراق وفارس، ابن السلطان ركن الدولة حسن بن بويه الديلمي، كان بطلاً شجاعاً، مَهِيباً، نحوياً، أدبياً، عالماً، جباراً، كان شيعياً. مات سنة ٣٧٢ هـ. المنتظم لابن الجوزي ٧/ ١١٣، وفيات الأعيان ٤/ ٥٠، سير أعلام النبلاء ١٦/ ٢٤٩.
(٨) في هامش الأصل: (قول المصنِّف في أوَّل مَنْ بنى سور المدينة الشريفة عضد الدولة … بعد الستين وثلاثمائة، ليس كذلك، فقد رأيت في تاريخ أبي بكر الصُّولي المسمَّى بـ (الأوراق) ـ وهو في عدَّة أجزاء ـ أنَّه في سنة ثلاثٍ وستين ومائتين أغارت بنو كلاب على مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فقتلوا رجالاً وسبوا نساءً وصبياناً، فجاء صريخهم إلى بغداد في. . . . للنفقة على تحصينها، ووجه المال إليهم، وتحصنوا، فدل على أنَّ المدينة الشريفة سوِّرت قبل تاريخ وجود عضد الدولة، والله أعلم).