للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لله (١) ابن المطيع لله.

ثمَّ تهدَّم على طول الزَّمان وخَرِبَ لخراب المدينة، ولم يبق إلا آثاره ورسمه، حتى جدَّد الجواد جمالُ الدِّين محمد بن علي بن أبي منصور الأصبهانيُّ (٢) للمدينة سوراً محكماً حول مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك على رأس الأربعين وخمسمائة.

ثمَّ كَثُرَ النَّاس من خارج السور، ووصل السلطان نور الدِّين الشَّهيد (٣) إلى المدينة، لسبب ذكرناه في فصل الحوادث، فصاح به من كان /٣٣٣ خارج السور، واستغاثوا وطلبوا أن يبني عليهم سوراً، لحفظ أبنائهم، وماشيتهم، فأمر ببناء هذا السور المجدد اليوم، فبني في سنة ثمان وخمسين وكتب اسمه


(١) الخليفة العباسي أبو بكر عبد الكريم المطيع لله، كان الحلَّ والعقد في زمانه لعضد الدولة ابن بويه. استمرت خلافته ثماني عشرة سنة، ثم عزل. ومات سنة ٣٩٣ هـ. تاريخ بغداد ١١/ ٧٩، المنتظم ٧/ ٦٦، سير أعلام النبلاء ١٥/ ١١٨.
(٢) كان وزير صاحب الموصل زنكي الأتابك، وكان كريماً، نبيلاً، محبَّباً إلى الرعية، يرسل في السنة إلى الحرمين ما يكفي الفقراء، وأجرى الماء إلى عرفات أيام الموسم، وأنشأ مدرسة بالمدينة. توفي سنة ٥٥٩ هـ. المنتظم ١٠/ ٢٠٩، وفيات الأعيان ٥/ ١٤٣، سير أعلام النبلاء ٢٠/ ٣٤٩.
(٣) الملك العادل نور الدين محمود بن الأتابك، صاحب الشام، كان حامل رايتي العدل والجهاد، افتتح حصوناً كثيرة، وبنى المدارس والجوامع، وأنشأ المارستان (المستشفى)، ودار الحديث، وأبطل المكوس. توفي سنة ٥٦٩ هـ. ترجمته موسعة في (الروضتين) لأبي شامة ١/ ٤٨، مفرِّج الكروب لابن واصل ١/ ١٠٩، سير أعلام النبلاء ٢٠/ ٥٣١.