للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

على الصهباء، ثمَّ أقبل حتى نزل بوادٍ يقال له: الرجيع، فنزل بينهم وبين غطفان ليحول بينهم وبين أن يمدُّوا أهل خيبر فعسكر به، وكان يراوح لقتال خيبر منه، وخلف الثَّقَلَ (١) والنِّساء والجرحى بالرجيع.

والرَّجيعُ أيضاً: موضعٌ غدرت فيه عضل والقارة السبعة (٢)

الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم، منهم: عاصم بن ثابت حميُّ الدَّبَر (٣)، وهذا الموضع بين مكة والطائف (٤). ويذكر في موضعه (من كتاب مكة).

قال حسان بن ثابت رضي الله عنه في رجيع خيبر والطائف (٥):

أَبلغْ بني عمروٍ بأنَّ أخاهمُ … شراهُ امرؤٌ قد كان للشَّرِّ لازما

شراهُ زهيرُ بن الأغرِّ وجامعٌ … وكانا قديماً يركبان المحارما

أجرتُمْ فلمَّا أنْ أجرتُمْ غَدرْتُمُ … وكنتمْ بأكناف الرجيع لَهاذِما

فليتَ خُبيباً لم تخنه أمانةٌ … وليتَ خُبيباً كان بالقوم عالماً

الرِّحْضيَّة، بالكسر ثمَّ السكون، وضادٍ مُعجمةٍ مكسورةٍ، وياء مشدَّدة:


(١) الثَّقَلُ: متاع المسافر وحشمه، وكلُّ شيءٍ نفيس مصون. القاموس (ثقل) ص ٩٧٢.
(٢) في البخاري أنهم عشرة: (قتلوا عاصماً في سبعة نفر بالنبل، وبقي خبيب، وزيد ورجل آخر). كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع رقم: (٤٠٨٦)،٧/ ٤٣٧.

وزيد هو ابن الدَّثنة، والرجل الآخر: عبد الله بن طارق. السيرة النبوية ٣/ ١٢٣ - ١٢٤
فتح الباري ٧/ ٤٤١.
(٣) صحابيٌّ أنصاريٌّ من الأوس، شهد بدراً، وقتل فيها عقبة بن أبي معيط. قتله المشركون يوم الرجيع بعد أن غدروا بأصحابه، وبعث الله عليه مثل الظُّلَة من الدَّبْر-النَّحل والزَّنابير- فحمته من المشركين الذين أرادوا أن يُمثِّلوا به، فلما أعجزهم ذلك قالوا: إنَّ الدَّبر سيذهبُ إذا جاء الليل. فبعث الله مطراً، فجاء سيل فحمله فلم يوجد. أسد الغابة ٣/ ٧، الإصابة ٢/ ٢٤٤.
(٤) الصواب كما في حديث البخاري السابق (بين عُسفان ومكة) وليست قرب الطائف.
(٥) الأبيات في ديوانه ص ٤٥٣، والسيرة النبوية ٣/ ١٣٣.
اللَّهاذم: السيوف القاطعة، وقال ابن هشام: زهير بن الأغر، وجامع؛ الهذليان اللذان باعا خبيباً.