للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تخال الوشْيَ (١) في الخبير، ويضاهي في جنَّة الَّروض النضير.

كتَّب أكثر أولاد المجاورين، وسوَّر أياديهم من غرابة براعته بالأساور والزين، فقرَّبه الأشراف منهم وأكرموه، وفخَّموا قدره وعظَّموه، وعُرف باعتبار القول عندهم، وقبول الشَّفاعة، فكثَّر الله للمسلمين نَفاعه (٢)، قضى جملاً جليلة من حاجات الإخوان، ورفع عن المجاورين شرور السُّعاة الخوَّان، وترك أولاداً نُجباء مؤذِّنين، وتوفي في عام أربعة وثلاثين، رحمة الله تعالى عليه./ ٤٩٩

٥٧ - علي بن محمد بن فرحون بن محمد بن فرحون اليعمري، المدني، نور الدِّين، أبو الحسن الجيَّاني، الأندلسيُّ (٣).

وتمام نسبه عند ذكر والده.

سبق الأقران في علوم العربية، والفنون الأدبية، وبَذَّ (٤) كلَّ مجتهدٍ في العلم مُعَاني، وسبقهم في اللُّغة والنَّحو والبيان والمعاني، مع ما حوى من علم الفقه والأصول، وروى من السُّنن وأحاديث الرَّسول، فصنَّف وأفاد، وألَّفَ وأجاد، ووضع في الحديث والتَّصوُّف واللُّغة جملةً من الكتب الجياد، وله ديوان شعر أكثرُه في مدح سيِّد المرسلين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأكرمين.

كان يحضر درسه أكابر الفقهاء المالكية، فَيُثنون على درسه الثَّناءَ


(١) الوشي: النقش. القاموس (وشى) ص ١٣٤٣.
(٢) منفعته. القاموس (نفع) ص ٧٦٧.
(٣) نصيحة المشاور ص ٢٦٨، الدرر الكامنة ٣/ ١١٥، وترجَمهُ ولده في الديباج المذهب ص ٢١٤، والتحفة اللطيفة ٣/ ٢٥٢.
(٤) بذَّ: غلب. القاموس (بذذ) ص ٣٣١.