للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ظهور نار الحجاز (١)

ومن الحوادث العظيمة التي [حدثت، أنه في يوم] الأربعاء ثالث شهر جمادى الآخرة من سنة (٢) أربع وخمسين وستمائة حَدَثَ بالمدينةالشريفة في الثلث الأخير من الليل زلزلة عظيمة، ورجفة قوية، أشفق الناس منها، ووجِلت القلوب من صدمتها، وانزعجت الخلائق لهيبتها، وبقيت إلى الليل، واستمرت إلى يوم الجمعة، ولها دوي مثل دوي الرعد القاصف، ثم ظهرت نار عظيمة مثل المدينة العظيمة من وادِ، يقال له: وادي الأُحَيليين، بضم الهمزة، وفتح الحاء المهملة، وسكون الياء، وكسر اللام، وفتح الياء، وسكون ياء ثالثة وآخره نون، في الحرة الشرقية.

وسارت هذه النار من مظهرها إلى جهة الشمال، فخاف أهل المدينة، واستولى عليهم الوجل، وأيقنوا أن العذاب قد أحاط بهم، فرجع أميرهم (٣) إلى الله تعالى بالتوبة والإنابة، وأعتق جميع مماليكه، وشرع في رد المظالم إلى أربابها، وهبط من القلعة مع القاضي وأعيان البلد، والتجأوا إلى الحجرة المقدسة، وباتوا بالمسجد الشريف جميعهم رجالهم ونساؤهم وأولادهم، بحيث لم يبق أحد لا في النخيل ولا في داخل المدينة إلا قد حضر عند النبي صلى الله عليه وسلم.

١٨٧/ وأبصر هذه النار أهل مكة، وأهل الفلوات في بواديهم، ثم سال


(١) الذيل على الروضتين ١٩٠، التعريف ٦٠، تحقيق النصرة ٦٩، ١٩٠.
(٢) كتب فوق كلمة (سنة) كلمة (عام) في الأصل.
(٣) كان أمير المدينة حينئذ: عز الدين منيف بن شيحة، تأتي ترجمته في الباب السادس.