للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد زُيِّنت بِها النُّحور، وإذا تعرَّض لاستنباط معاني الأحاديث، تضاءلت البُزَاة (١) عنده حتى إنَّها براغيث.

كان يفتكر فيما لا يظهر له محل فيفتقر له أجناس المحامل، ويبتكر في شرح الحديث غرائبَ يَعَضُّ لحسنها الأنامُ الأنامل، مع الخُلق الأضفى (٢) والوُدِّ الأصفى، والجودِ الأوفى، والعدلِ الذي قضى به على كلِّ ذي حقٍّ حقَّه وأوفى، والهيبةِ التي أودعت كلَّ قلبٍ زائغٍ عن الحق رُعباً وخوفاً.

وكان مُتمسِّكاً من السُّنة النَّبويَّةِ بالعروة الوثقى، سطا ببأسه على المخالفين المبتدعة /٥١٣ فأنكى، وأبكى منهم النَّواظر بَخْقاً (٣) وبثقاً (٤).

وله تصانيفُ عديدة، وتآليفُ مفيدة، منها: (الجواهر السَّنية في الخطب السُّنِّية)، قلَّتْ خُطبةٌ خلت عن توبيخ أهل الابتداع، وردعٍ بعنف قلَّ ما يتأخَّر عنه الانزجار والارتداع.

وله في المدينة الشريفة مقاماتٌ رائقات، وحسناتٌ على وجه الزَّمان باقيات.

منها: إبطالُ صلاة النِّصف من شعبان (٥)، وإزالة هذه البدعة التي كان


(١) البزاة: جمع بازٍ، ضرب من الصُّقور. القاموس (بزو) ص ١٢٦٢.
(٢) الأضفى: التَّام. اللسان (ضفو) ١٤/ ٤٨٥.
(٣) بَخَقَ عينه: عورها. القاموس (بخق) ص ٨٦٥.
(٤) بثقت العين: أسرع دمعها. القاموس (بثق) ص ٨٦٥.
(٥) كان يُدَّعى أن فيها أحاديث، مرَّة تصلَّى مائة ركعة، وفي رواية: عشر ركعات يقرأ بِها: {قل هو الله أحد} ألف مرة، إلى غير ذلك من الروايات، قال السُّيوطيُّ في الحديث الوارد بذلك: موضوعٌ، وجمهور رواته في الطرق الثلاثة مجاهيل، وفيهم ضعفاء، والحديث محال. اللآلئ المصنوعة ٢/ ٥٩.