للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فضربَها بِهذا الجبل-يعني السَّراة-وهو أعظم جباله وأذكرها، فإنَّه أقبل من ثغرة (١) اليمن، حتى بلغ أطرافَ بَوَادي الشام فسمَّته العرب حجازاً؛ لأنَّه حجز بين الغور، وهو هابط، وبين نجد وهو ظاهر، ومبدؤه من اليمن، حتى بلغ الشام فقطعته الأودية حتى بلغ ناحية نخلة فكان منها حَيْضٌ ويَسومُ، وهما جبلان بنخلة، وحَيْضٌ يمتد إلى الطائف، ثمَّ طلعت الجبال بعد منه، فكان منها الأبيض جبل العَرْج، وقدْسُ، وآرَةُ، والأشعَرُ، والأجرد (٢).

وقد أكثر الشعراء ذكر الحجاز في أشعارهم. ومن ذلك [قول (٣)] أشجعَ بن عمروٍ السُلمي (٤):

بأكنافِ الحجازِ هوىً دفينُ … يُؤرِّقُني، إذا هَدَتِ العيونُ

أَحِنُّ إلى الحجَازِ، وساكنيه … حنينَ الإلْفِ فارقَهُ القرينُ

وأبكي حينَ ترقدُ كلُّ عينٍ … بكاءً بينَ زفْرتِه أَنَينُ

/٢٨٩ أمرَّ عليَّ طيبَ العيش نأيٌ … خَلوجٌ بالهوى الأدنى شَطونُ

فإنْ بَعُدَ الهوى وبَعُدْتُ عنه … وفي بُعْدِ الهوى تبدو شُجونُ

فأعْذَرُ مَنْ رأيتُ على بكاءٍ … غريبٌ عن أحِبَّتِهِ حزينُ


(١) كذا في الأصل و معجم البلدان ٢/ ٢٢٠، ووقع في وفاء الوفا ٤/ ١١٨٣: قعر اليمن، ومعناهما متقارب. قال ابن منظور: الثَّغْرُ والثَّغرة: كلُّ فرجةٍ في جبل، أو بطن وادٍ، أو طريق مسلوك. لسان العرب (ثغر) ٤/ ١٠٣.
(٢) تحرَّفت في الأصل إلى: (الأبجد)، وانظر موضعي (معجم البلدان) و (وفاء الوفا) السابقتين.
(٣) مابين معقوفين ساقط من الأصل.
(٤) شاعر عباسيّ، كان يأخذ عن بشار بن برد ويعظِّمه، دخل على الخليفة الرشيد والمهدي، عُدَّ في الفحول. خبره في (الأغاني) ٣/ ١٣٧ - ١٧/ ٣٠، وله ترجمة موسعة مع ذكر أشعاره في كتاب (الأوراق) للصولي، قسم الشعراء المحدثين ص ١١٥.
والأبيات من قصيدة له في مدح جعفر بن يحيى البرمكي، وهي في (الأوراق) ص ١١٥، ومعجم البلدان ٢/ ٢٢٠، والوفا ٤/ ١١٨٤، ونسبها صاحب (الحماسة البصرية) ٢/ ١٨٢ ليزيد بن الطثرية، ولم يُصب. شطون: بعيد. القاموس (شطن) ص ١٢٠٩.