للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الأرض فأبصر الناس بعرفات (١). قاله أبو الحسين محمد بن أبي جعفر الكناني البلنسي الأديب في (رحلته).

قال البشاريُّ (٢): وبِقباء مسجدُ الضِّرار يتطوَّع العوامُّ بهدمه.

قال أحمد بن جابر (٣): كان المتقدِّمون في الهجرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومَنْ نزلوا عليه من الأنصار بنوا بِقباء مسجداً يصلُّون فيه الصَّلاة سَنةً إلى بيت المقدس، فلمَّا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وورد قباء صلى بِهم فيه وأهل قباء يقولون: هو المسجد الذي أُسس على التَّقوى من أوَّل يوم.

قلتُ: اختلافُ المفسرين مشهورٌ في ذلك.

وقال السُّهيليُّ (٤): هذا المسجد أوَّلُ مسجدٍ بني في الإسلام، وفي أهله نزلت {فيه رجالٌ يحبُّون أَنْ يتطَهَّروا} (٥) فهو على هذا المسجدُ الذي أُسِّس على التقوى، وإِنْ كان قد رُوي عن أبي سعيد الخدريِّ (٦) رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن المسجد الذي أُسِّس على التَّقوى فقال (٧): «هو مسجدي هذا».


(١) إلى هنا نهاية كلام ابن جبير.
(٢) أبو عبدالله محمد بن أحمد البنّاء البشاريُّ المقدسي، ذكره ياقوت في مقدمة معجم البلدان فيمن صنفوا في المسالك والممالك. واسم كتابه (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) مطبوع، ولد سنة ٣٣٦ هـ وتوفي في حدود ٣٨٠ هـ. مقدمة أحسن التقاسيم.
(٣) هو البلاذريُّ، وقد تقدمت ترجمته، والنقل من كتابه فتوح البلدان ص ٨، أنساب الأشراف ١/ ٣١١.
(٤) في الروض الأنف ٢/ ٢٤٦.
(٥) سورة (التوبة) آية رقم: ١٠٨.
(٦) اسمه سعد بن مالك، من فضلاء الصحابة، والمكثرين من الرواية، أول مشاهده الخندق، روى عنه جابر وابن عباس. توفي بالمدينة سنة ٧٤ هـ. ودفن بالبقيع. أسد الغابة ٢/ ٢١٣، الإصابة ٢/ ٣٥.
(٧) أخرجه مسلم في الحج، باب بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، رقم: ١٣٩٨، ٢/ ١٠١٥.