كتاب المغانم المطابة في معالم طابة

باب القاف - قصر عنبسة - ج: 3 - ص: 1044

عنبسة بن سعيد بن العاص (١) إلى العقيق، فمرَّ هشامٌ بموضع قصر عنبسة وهو جبل فقال: نِعمَ موضع القصر يا أبا خلف قد أقطعته (٢) لك. قال: يا أمير المؤمنين ومَنْ يقوى على ذلك؟ قال: فإني أُعينك عليه بعشرين ألف دينار.

قال: فدفعها عنبسة إلى ابنه /٤٠٩ عبد الله وقال: إنك قد نزلت بين الأشياخ فانظر كيف تبني. قال: وكان أوَّل مَنْ قارب بين القصور، ونزل إلى جنب عبد الله ابن عامر، فلما فرغ من القصر بنى ضفائره باللَّبن المطبوخ قال له عنبسة: أما علمت أن متنزهي المدينة يدقوُّن عليه العظام؟ ابنه بالحجارة المطابقة ففعل. قال:

وبعث إليه [هشام] بأربعين بُختياً (٣)، فكان ينضح عليها الماء في مزارعه.

وعن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز (٤) [عن] (٥) الزُّهريِّ، عن بعض ولد عنبسة قال: بينا عبد الله بن عنبسة (٦) نائمٌ في قاعة القصر وعنده خَصِيٌّ له

---

(١) الأموي، القرشي، كنيته أبو خالد، ثقة، من الطبقة الثالثة، روى عن أبي هريرة، وروى عنه الزهري، كان أثيراً عند الحجاج بالكوفة، مات على رأس المائة تقريباً. الثقات لابن حبان ٥/ ٢٦٨، التاريخ الكبير ٤/ ١/٣٥، نسب قريش ص ١٨٠.
(٢) في الأصل: (قطعته)، والمثبت هو الصواب.
(٣) البُخْتيُّ: الإبل الخراسانية. القاموس (بخت) ص ١٤٧.
(٤) جدُّه عبد العزيز هو ابن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، كان محمد من وجوه بني عبدالعزيز، ويصحب عبد الملك بن صالح، وأبوه كان على قضاء المدينة في زمن المنصور. نسب قريش ص ٢٧١.
(٥) ما بين معقوفين ساقط من الأصل، وهي لا بدّ منها.
(٦) عبد الله بن عنبسة بن سعيد، ذكر في كذَّابي قريش وبه ظلم، كان بمكة قبل أيام داود ابن علي، ثمَّ قتله داود بن علي. المنمق ٤٠٠، المحن ص ٣١٥، جمهرة أنساب العرب ص ٨٢، أنساب الأشراف ٦/ ٦٩.