للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أيا صاحبَ الخيماتِ مِن بَعدِ أَرْثَدٍ … إلى النَّخل من وَدَّانَ ما فعلَتْ نُعْمُ؟

فقال لي رجلٌ من أهلها: انظر هل ترى نخلاً؟! فقلتُ: لا! فقال: هذا خطأ، إنما هو النَّحْل، ونحل الوادي: جانبه.

قال أبو زيدٍ (١): وَدَّان مِن الجُحفة، على مرحلةٍ، بينها وبين الأبواء ستة أميال (٢)، وبِها كان في أيام مُقامِي بالحجاز رئيسٌ للجعفريين، أعني [بني] جعفر ابن أبي طالب، ولهم بالفرُعِ وَسايَة (٣) ضِياعٌ كثيرةٌ وعشيرة، وبينهم وبين الحسنيين حروب ودماء، ولم يزل كذلك، حتى استولت طائفة من اليمن تُعرف ببني حرب على ضياعهم، فصاروا حرباً لهم فضعفوا.

ويُنسب إلى وَدَّان: الصعب بن جَثَّامة بن قيس اللَّيثي الوَدَّاني (٤)، كان ينْزله فَنُسب إليه، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه ابن عباس وشريح الحضرمي (٥)، ومات في خلافة أبي بكر رضي الله عنه.


(١) أبو زيد الأنصاري، سعيد بن أوس، أحد أئمة اللغة والأدب والنحو، روى عن أبي عمرو بن العلاء ورؤبة بن العجاج، وروى عنه سيبويه، وأبو عبيد، كان يحفظ ثلثي اللغة، له كتاب النوادر، توفي سنة ٢١٥ هـ. معجم الأدباء ١١/ ٢١٢، إنباه الرواة ٢/ ٣٠، بغية الوعاة ١/ ٥٨٣.
(٢) تبعد الأبواء عن رابغ ٤٣ كلم، المعالم الأثيرة ص ١٧. وتبعد رابغ عن مكة ١٠٠ كلم.
(٣) تقدمت في حرف السين.
(٤) صحابي ليثي، حليف لقريش، أمه فاختة أخت أبي سفيان، شهد حُنينًا، وهو الذي صاد حماراً وحشيّاً وأهداه للرسول صلى الله عليه وسلم، فردَّه بسبب الإحرام. أسد الغابة ٣/ ٢٠، الإصابة ٢/ ١٨٤.
(٥) ذكره ابن حجر في الإصابة ٢/ ١٤٧، ورى عنه السائب بن يزيد، وذكر له حديثاً، وقال ابن الأثير في أسد الغابة ٢/ ٣٦٦: كان من أفاضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.