للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اللِّقاء، شرَّاباً ما بقع (١)(٢)، سَمَيْذَعاً (٣) أَرْيَحياً (٤)، غَمْرَ الرِّداء (٥) نشيط النَّفس، طليق اليدين، خَذِمَ (٦) العطاء، عالي الهِمَّة، شامخ القمة، رفيع الأعلام، صحيح الإسلام، متين الدِّين، ذا حظٍّ من الصَّلاة والصيام، بذل الأموالَ بالأحمال، حتى أجرى إلى مكة الماء الزُّلال، فجرى سَلْسَاً له من الأَبطح إلى المَسْفل وعَال، وأذهب عنهم العطش وأزال، ولم يَبق للماءِ ثمنٌ غيرُ أجرةِ النِّقال.

ومِمَّا يدلُّ على علوِّ هِمَّته، وحقارة الدُّنيا في نظره، أنَّه لمَّا فوَّض في أمر عين مكة وبأنه يُمكن إِجراؤُها من مسيرة يومين، بادر في الحال إلى تجهيز المال، ولم يصدر منه عن كِمِّية ما يُحتاج إليه سؤال، وإنَّما أمرهم بالشُّروع، ووعدهم بواصلة الأموال، إلى انتهاء الأعمال.

وأخبرني الثِّقةُ أنَّه أقبل على مَنْ فاوض في ذلك وقال: ادخل الخزانة وخذ منها ما يكفي إجراء الماء من أجزاء المال.

ومن ذلك أنَّه لمَّا روجع في شأن المدرسة التي أمر بإنشائها بالمدينة الشَّريفة، وأُنْهي إليه الحال، وأنَّ طينَها يحتمل أن يكون غيرَ قابلٍ لعمل الآجُرِّ فقال: يُحمل ذلك من بغداد على ظهور الجمال. ولا يخفى أن بعض حمولة ذلك تُبنى منه مدارس، ولكن النَّظر إلى صَغْو (٧) ذلك سجَّيةُ الأشِحَّاء


(١) أي: مانزل في البقعة. وهي المكان يستنقع فيه الماء. القاموس (بقع) ص ٧٠٤.
(٢) هنا كلمة لم تظهر.
(٣) سميذعاً: كريْماً شريفاً. القاموس (سمذع) ص ٧٣٠.
(٤) أريحياً: واسع الخُلق. القاموس (ريْح) ص ٢٢٢.
(٥) غمر الرداء: كثير المعروف. القاموس (غمر) ص ٤٥١.
(٦) خذم: سريع. القاموس (خذم) ص ١١٠٠.
(٧) صغو: سماع. يقال: أصغيت إلى فلان: إذا ملت بسمعك نحوه. الصحاح (صغا) ٦/ ٢٤٠١.