للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حلفتُ يميناً ليس في الكونِ مثلها … لأنَّ بِها قبرَ الشفيعِ الموازرِ

فمرِّغْ بها خديك حبَّاً لأحمد (١) … وقل: يا حبيبي يا شفيعي وناصري

جوارَك يا خيرَ البريةِ أرتجي … فكنْ لي مُجيراً عند عدِّ جرائري

لِذُليِّ لعصياني تداركْ بنظرةٍ … فعندي ذنوبٌ أعدمتني بصائري

فظنِّي أنَّ حالي إليك شكوتُه … تجيبُ بنا لبيك لستُ بناشرِ (٢)

إلهي فَعُدْ ياربِّ بالعفوِّ مِنَّةً … فقد رجفتْ مني لخوفي بوادري

وصلِّ على المختار من آلِ هاشمٍ … وآلٍ وصحبٍ في مساءٍ وباكرِ

أخصُّ أبا بكر حبيبَ محمدٍ … وصاحبَه الفاروقَ ماضي الأوامرِ

ولا نَنْسَ عثمانَ الشهيدَ بداره … ومَنْ كعليٍّ في قتالِ العساكرِ

زبيرٍ وسعدٍ وابنِ عوفٍ وطلحة … وبعدُ سعيدٌ والختامُ بعامرِ

فعفواً وصفحاً يا كريمُ بحبِّهم … فإني غريقٌ في ذنوبٍ غوابرِ

مدحتُك لا -واللهِ- غيرُك مقصدي … وما خْفتُ تقصيراً لأنَّك عاذري

عُبيدٌ ضَعيفٌ عاجزٌ بك مُلْتَجٍ … غريبٌ غدت أحبابُه في المقابرِ

وفي دارِ خيِر الرُّسل عندك مولدي … وفيها مقامي لم أَحُلْ دهرَ داهرِ

ولي قد مضى سبعون عاماً مُصانةً … تنيفُ ثماناً طابَ زرعاً لباذرِ

تخلَّلها خمسون حجَّاً وعمرةً … تنيفُ بسبعٍ حبذا من ذخائرِ

ولي نسب أرجو إليك تَجُرُّني … شريفٌ كريمٌ فاخرٌ جدُّ فاخرِ

عليك أصلِّي يا شفيعاً مشفَّعاً … حَنانيك مِنْ مَاحٍ مُقَفٍّ وحاشرِ

عليك سلام اللهِ بدءًا وموئلاً (٣) … عليك سلامُ الله مدَّ المحابرِ

عليك صلاةُ اللهِ جُهدي وطاقتي … وبعدُ فأفديكم بسمعي وناظري


(١) فضل المدينة لايدرك بهذا وإنما بالصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، والمسابقة إلى الطاعات، وأما تمريغ الخدود بتربة المدينة فمخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
(٢) ماجاء في هذه الأبيات من التوجه بالدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم شرك أكبر إذ الدعاء من أجل العبادات التي لايصح صرفها لغير الله، والواجب على المسلم الالتجاء إلى الله وحده دون ماسواه من المخلوقين كما قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} سورة (غافر) آية:٦٠.
(٣) موئلاً: مَلْجأً. القاموس (وأل) ص ١٠٦٦.