للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حَرَمُ النبي مُقَدَّسٌ فتجنَّبُوا من … أن تُهينوه بغير تقدسِ

وتزينوه بِمَا أُجِيِدَ مصاغه … من ذهب أو فضة أو أنْحسِ

إلا بشيء قد أباح نبيكم … كزجاجِ سَبك كالنجوم الخنسِ

ما للتزين بالحرام وأمةٌ … منحت من الآزال طُهْرَ الأنفسِ

إن التزين بالحرام مُخصص … بِقُوَيْصِر وهُرَيْقِل ومُقَوْقِسِ

وبِهُرْمِزٍ وببطرك وبدقمن … وبآل خاقانَ وبالبطليمسِ

ظأما الجناب العالي من خير الورى … فمن المعالي في مَحل أقدسِ

ومن المفاخرِ في مقامٍ أرفع … ومن المناصب في أعالي الكُنَّسِ (١)

لو كان يقبل زينة وزخارفاً … كَسِوَاهُ في دار الدنا أو مرمسِ (٢)

لرأيت أجبال الحِجَازِ وتُربَهَا … من خالص التِّبْرِ النقاء الأنْفَسِ

ونظرتَ جُدْرَانَ المدينة كُلِّها … قد أُلبِسَتْ من سندس أو أطلسِ (٣)

لكأنما الحلي المعود زينة … لنقيصةٍ تَبْدُو وفعل مدلِّسِ

أما الجمال إذا تكمل [سحره] … فَسَنَاهُ غان عن حلي المفلسِ

هذا الكلام على مباح فعله … ومُسَوَّغٍ في الشرعِ غير ملبسِ

أما إذا ما شانه في حِلِّهِ … شُبَهٌ فذاك مَجْدَعٌ للمعطسِ

وَضَعِ الأُلُوَّة (٤) في مجامرِ فِضَّةٍ … في الروضةِ الغراءِ ليس بكيسِ


(١) الكُنَّسُ: جمع كِنَاسٍ، وهو مُسْتَتَرُ الظبي في الشجر. القاموس (كَنَسَ) ص ٥٧١. وفي اللسان (كنس) ٦/ ١٩٨: الكُنَّسُ: جمع كانس، وهي التي تغيب، من كنس الظبيُ إذا تغيَّب واستتر في كِنَاسِهِ، وهو الموضع الذي يأوي إليه. والكُنَّسُ: النجوم تطلع جارية، وكُنُوسُهَا أن تغيب في مغاربِها التي تغيب فيها. اللسان (كنس) ٦/ ١٩٨. نقله عن الجوهري والزجاج وغيرهم، وهو مراد المؤلف.
(٢) الْمَرْمَسُ: القَبْرُ والدَّفْنُ. القاموس (رمس) ص ٥٤٩.
(٣) الثوب الخَلَقُ. القاموس (طلس) ص ٥٥٤. اللسان (طلس) ٦/ ١٢٤. وفي المعجم الوسيط أن من معاني الأطلس نسيج من حرير. (طلس) ٢/ ٥٦١. وهو مراد المؤلف هنا لمناسبتها للسندس.
(٤) الأُلُوَّةُ والأَلُوَّةُ: العود يُتبخَّر فيه. القاموس (ألى) ص ١٢٦٠. والألوة: العود الرطب، وفيها أربع لغات؛ أَلوة، وأُلوة (بفتح الهمزة وضمها)، ولوة بغير ألف ولية، قاله أبو حنيفة. الروض الأُنُف ٣/ ٤٣.