للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كلْ. فأكلت، فقلت: يا سيدي، لي أشهر لم آكُلْ فيها حنطة ولا أريد فيها (١)

شيئاً، فأخذ النصف الثاني، وضمَّ ما فضل من المَلَّة، وأتى بِمزْوَدٍ (٢)، وصاعين من تمر، فوضعه في المِزْوَدٍ وقال: ما اسمك؟ فقلتُ: فلان. فقال لي: بالله عليك، لا تَعُدْ تشكو إلى جدي؛ فإنه يَعِزُّ عليه ذلك، ومن الساعة متى جعت يأتيك رزقُك /٣٣ حتى يسبب اللهُ سبحانه لك مَن يخرجك، وقال للغلام: خذه وأوصله إلى حجرة جدي، فغدوت مع الغلام إلى البقيع، فقلت له: ارجع، فقد وصلت. فقال لي: الله الأحد ما أقدر أن أفارقك حتى أوصلك إلى الحجرة لئلاَّ يُعلِمَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم سيدي بذلك، فأوصلني إلى الحجرة وودَّعَني ورجع، فمكثت آكلُ من الذي أعطاني أربعة أيام، ثم جُعْتُ بعد ذلك، فإذا بالغلام قد أتاني بطعام، ثم لم أزل كذلك كلما جُعْتُ أتاني، حتى سبَّبَ الله سبحانه لي جماعةً، فسافرت معهم إلى بلادي (٣).

ومنها: ما حكاه الإمام أبو بكر بن المقري (٤) قال: كنت أنا والطبراني (٥) وأبو الشيخ (٦) في حرم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكنا على حالةٍ وفاقةٍ أثَّرَ فينا الجوع،


(١) كلمة (فيها) ليس لها معنى والكلام أصله "ولا أريد شيئاً". وهو كذلك في الوفاء ٤/ ١٣٨٤، ولعلها سبق نظر من الناسخ.
(٢) المزود: وعاء الزاد. القاموس (زود) ص ٢٨٦.
(٣) وفاء الوفا ٤/ ١٣٨٣ - ١٣٨٤.
(٤) أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان المقريْ الأصبهاني، حافظ ثقة مأمون، توفي سنة ٣٨١ هـ. الأنساب للسمعاني ٣/ ١١٩ - ٥/ ٣٦٧، مختصر تاريخ دمشق ٢١/ ٣٣٨.
(٥) سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني الحافظ العلم عاش مائة سنة، توفي سنة ٣٦٠ هـ. مختصر تاريخ دمشق ١٠/ ١٠٣، العبر ٢/ ١٠٥، شذرات الذهب ٣/ ٣٠.
(٦) عبد الله بن محمد بن جعفر بن حِبّان، أبو محمد، المعروف بأبي الشيخ صاحب التصانيف الكثيرة، ولد سنة ٢٧٤ هـ، وتوفي سنة ٣٦٩ هـ. النجوم الزاهرة، سير أعلام النبلاء ١٦/ ٢٧٦، العبر ٢/ ١٣٢.