للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والتسليم، على هذا النَّبي الكريم، فإنَّه ذِكْرٌ صادرٌ عن المحبة، وأفضلُ الذِّكْرِ ماكان كذلك.

ومنها: الاجتهاد في أنْ يكون كثيرَ السماع لحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسِيَرِه وسُنَنِه وأيَّامِه، كثيرَ الإقبالِ عليه، حَسَنَ التلقي لما يفهم من معانيه، فإنَّ من علامات المحب إقبالَه على حديث حبيبه، وإلقاءَ سَمْعِه كُلِّه إليه، بحيث يُفْرِغُ لحديثه سمعَه وقلبَه، وإن ظهر منه إقبالٌ إلى غيره، فإقبال مستعار، فإنْ أعوزه (١) حديثُه بنفسه، فأحبُّ شيء إليه الحديثُ عنه، لاسيما إذا حدَّث عنه بكلامه، فإنَّه يقوم مَقام خطابه.

حديثُه وحديثٌ عنه يُطربني … هذا إذا غابَ وهذا (٢) إذا حضرا

كلاهما مشتهى قلبي أَلَذُّ به … لكن أحلاهما ما وافق النظرا

/٤٠ ومن الكلم الشهير في نعت المحبين: لاشيءَ أَلَذُّ لقلوبهم من سماع … (٣).


(١) أعوزه الشيء: احتاج إليه. القاموس (عوز) ص ٥١٩.
(٢) في الأصل: (وهذا ما إذا حضر) وحذفنا (ما) لاختلال وزن البيت بها.
(٣) هكذا جاء الكلام مبتوراً في الأصل، ويمكن أن تكون بقيته (حديث المحبوب، أو سماع الحديث عنه).