للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويسأل مهماتِ الآخرةِ والأولى، ويطلب أن يكون قصده للزيارة مرضياً مقبولاً.

ومنها: أن يتوجه من الروضة المُقدَّسة إلى القبر الشريف، مستغيثاً بالله سبحانه مستمنحاً توفيقَه في رعاية الأدب في هذا المقام العظيم ويتقدَّم بأدبٍ ووقارٍ، وتذلُّلٍ وانكسار، حتى يقف تجاه المسمار الفضة (١) الذي في جدار الحجرة الشريفة، على أن الناس كانوا إذا وقفوا للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إدخال الحجرات في المسجد كانوا يستقبلون السارية التي فيها الصندوق، وفوق هذا الصندوق قائم من خشب محدد، وهي لاصقة بحائط الحجرة الغربي، ويستدبرون الروضة وأصطوانة التوبة.

وروي ذلك عن زين العابدين علي بن حسين بن علي بن أبي طالب (٢) رضوان الله عليهم أجمعين، أنه كان إذا جاء يُسلِّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على الأصطوانة (٣) التي تلي الروضة، ويستقبل السارية التي فيها الصندوق اليوم، فيسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ويقول: هاهنا رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أدخل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد (٤) وأدخلت حجرات أزواجه رضوان الله عليهن (٥)؛ وقف الناس مما


(١) يذكر المؤرخون أن المسمار المذكور استبدل بالكوكب الدري، وهو: قطعة من الماس كبيرة في قدر بيضة الحمام موضوعة في لوح من الذهب، مزين بأحجار نفيسة من الماس، وياقوت وزمرد حولها. أهداها السلطان أحمد خان العثماني. تحقيق النصرة مع الحاشية ص ١٠٨.
(٢) هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين الإمام المعروف، ولد سنة ٣٨ هـ، وتوفي سنة ٩٤ هـ. الطبقات الكبرى ٥/ ٢١١، حلية الأولياء ٣/ ١٣٣، سير أعلام النبلاء ٤/ ٣٨٦.
(٣) كذا في الأصل بالصاد، وليس في كتب اللغة سوى: أسطوانة، بالسين.
(٤) قام بإدخال الحجرة ووضع الحاجز من سقف المسجد إلى الأرض من جميع جهاتها عمر ابن عبدالعزيز رحمه الله. الدرة الثمينة ص ٢١٤، وفاء الوفا ٢/ ٥٤٠ - ٥٥٠.
(٥) أدخل باقي الحجرات في المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز على المدينة للوليد بن عبد الملك الذي كلفه بتوسعة الحرم والتعويض لمن حوله من أهل البيوت، فأدخلت الحجرات الشريفة في ذلك. وفاء الوفا للسمهودي ٢/ ٥٤٧.