للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأقدار، وقد ظلَمْتُ نفسي ظلماً كثيراً، وأتيت بجهلي وغفلتي أمراً كبيراً، وهذا كلام رب العالمين، وأنت شفيع المذنبين، وهو الفَعَّال لما يشاء التواب الرحيم، وأنت الشافع المُشَّفعُ المقبولُ الوجيهُ النبيُّ الكريم، وقد أتيتك معترفاً بخطئي، مُقِّراً بذنبي، مُتوسِّلاً (١) بك إلى الله ربي، فأسأل الله البَرَّ الرحيمَ الجوادَ الكريم أن يغفر لي، وأسألك يا رسول الله (٢) أن تشفع لي وقد علَّقْتُ بكرم ربي الرجا، وهاأنا في حضرتك واقفٌ بباب المولى، لعله يرحم من أساء ويغفر عن مَن جنى، وقد وعد وهو تعالى لا يخلف الميعاد، ولا يخُيِّبُ عبدَه العاصي إذا تاب وعاد، وأنا نزيلك وفي جوارك يا سيد المرسلين، فأرجو أن

أفوز بمطلبي ببركاتك وشفاعتك يا خاتم النبيين، صلَّى الله وسلَّم عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين، وصحابتِك الأكرمين، وعلى أزواجك الطاهراتِ، وعلى أشياعك وأتباعك إلى يوم الدين (٣).

/٥٥ ولا بأس أن يُنْشِدَ عَقِيبَ ذلك هذه الأبيات:

يَا سَيِّدَ الشُّفَعَاء والنَّاسِ كُلِّهِمُ … وَأَشْرفَ الخَلْقِ مِنْ عُجْمٍ ومِنْ عَرَبِ

يا كاشِفَ الكرْبَةِ العُظْمَى وكُنْتَ لهَا … يومَ الحِسَابِ، وكُلُّ الخَلْقِ في كُرَبِ

يا صاحِبَ الموقِفِ المحمودِ أَنْتَ لَهُ … يا مَنْ لَهُ الرُّتْبةُ العليا على الرُّتَبِ

يا سَيِّدَ الرُّسْلِ، يا مَنْ نَالَ مَنزِلَةً … ما نَالَهَا بَشَرٌ حَقّاً بِلَا كذِبِ

أَتَاكَ عَبْدٌ فَقير قد ألمَّ بِهِ … كَرْبٌ شَدِيدٌ، وقد أَشْفَى على العَطَبِ

حَلَّ الحِمى والتجَى يا خَيْرَ من وَفَدَتْ … كُلُّ الوُفُودِ لهُ، يا طَيِّبَ الحَسَبِ

ضيفٌ ضعيفٌ غريبٌ قد أنَاخَ بكم … ومُسْتَجيرٌ بِكُمْ يا سادَةَ العَرَبِ


(١) سبق بيان أن هذا التوسل غير مشروع كما في التعليق رقم () في ص ().
(٢) لا يُسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة وإنما الذي يُسأل هو الله «فإذا سألت فاسأل الله» ولك أن تقول اللهم شفّع فينا نبيك، أو ارزقنا شفاعته، ونحو ذلك.
(٣) هذا كغيره من الصيغ فيها مافيها من الغلو. والله المستعان.