للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولَقِيَهُ رَجُلٌ وهو يَنْقُلُ التُّرَابَ فقالَ: يَا رَسُولَ الله نَاولني لَبِنَتَكَ أحملها عنك قال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذهب فخُذْ غَيرَهَا فلَستَ بأفقرَ منِّي إلى الله تعالى.

قال: وَجَاءَ رَجُلٌ يُحسِنُ عَجْنَ الطين وكان من حَضْرَمَوْتَ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ الله امرءاً أحسَنَ صَنْعَتَهُ، وقال له: الزَمْ أنتَ هذا الشغلَ فإني أراكَ تُحْسِنُهُ» (١).

ـ وعن أمِّ سَلَمَة رَضيَ الله عنهَا قالت: بَنَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَهُ، فَقَرَّبَ اللَّبِنَ ومَا يَحتَاجُونَ إليهِ، فَقَامَ إليهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ رِدَاءهُ، فَلمَّا رَأى ذلك المهَاجِرونَ الأَوَّلونَ والأنصارُ رَضيَ الله عَنهُم جَعَلوُا يَرتَجِزُونَ ويَقُولونَ ويَعمَلُونَ:

لَئِنْ قَعَدْنَا والنبيُّ يَعْمَلُ … ذَاكَ إذاً للعَمَلُ الْمُضَلَّلُ

قال: وَكَانَ عُثمَانُ بنُ عَفَّان رَضيَ الله عَنهُ رَجُلاً نَظِيفَاً مُتَنَظِّفَاً، وَكَانَ يَحمِلُ اللَّبِنَةَ فَيُجَافي بها عن ثَوبِهِ، فإذا وَضَعَهَا نَفَضَ كُمَّيهِ ونَظَرَ إلى ثَوبِهِ فإن كان أَصَابَهُ شَيءٌ من التُّرَابِ نَفَضَهُ، فَنَظَرَ إليه عَليُّ بنُ أبي طالب رَضيَ الله عَنهُ فَأنشأ يقولُ:

لا يَسْتَوي مَنْ يَعْمُرُ الْمَسَاجِدَا … يَدأَبُ فيها قَائِمَاً وقَاعِدَاً

ومَنْ يُرَى عن الغُبَارِ حَائِدَاً


(١) أخرجه رزين في تجريد الصحاح (جامع الأصول ١١/ ١٨٤). قال الذهبي: أدخل رزين في كتابه زيادات واهية، لو تنزه عنها لأجاد. سير أعلام النبلاء ٢٠/ ٢٠٥.
وأخرج الإمام أحمد في المسند رقم: ٥/ ٤٥٦ من حديث طلق بن علي بن المنذر قَالَ جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ يَبْنُونَ الْمَسْجِدَ قَالَ فَكَأَنَّهُ لَمْ يُعْجِبْهُ عَمَلُهُمْ قَالَ فَأَخَذْتُ الْمِسْحَاةَ فَخَلَطْتُ بِهَا الطِّينَ فَكَأَنَّهُ أَعْجَبَهُ أَخْذِي الْمِسْحَاةَ وَعَمَلِي فَقَالَ دَعُوا الْحَنَفِيَّ وَالطِّينَ فَإِنَّهُ أَضْبَطُكُمْ لِلطِّينِ. وأخرجه بنحو هذا ابن حبان الإحسان ٢/ ٢٢٤، والطبراني في الكبير ٨/ ٣٩٨.