للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكوان، وبناء إبراهيم بن هشام، فلما بَنَتْ، قالت: مالي بُدٌّ من بئر للوضوء وغيره، فصلَّت في موضع من دارها ركعتين، ثم دعت الله عز وجل وأخذت المِسْحَاةَ (١) وحفرت بيدها، وأمرت العمَّال فعملوا، فما (٢) لقيت حصاة حتى أماهت (٣).

فلما بنى إبراهيم بن هشام داره بالحرة بعد وفاة فاطمة بنت الحسين رضي الله عنهما، وأراد نقل السوق /١٧٧ إليها، صنع في حفيرته التي بالحوض مثل ما صنعت فاطمة، فلقيَ جبلاً أوْقَلَ (٤) عليه، وعَظُمَ غُرْمُهُ، فسأل عبد الله (٥) بن حسن ابن حسن بن علي رضي الله عنهم أن يبيعه دار فاطمة، فأباعه (٦) بثلاثة آلاف دينار (٧).

* * *


(١) المِسْحاة: الآلة التي يسحى بها، أي المجرفة، إلا أنها من حديد. اللسان (سحا) ١٤/ ٣٧٢.
(٢) في الأصل: (فلما)، والصواب ما أثبتناه.
(٣) أماهت: بلغت الماء. القاموس (موه) ص ١٢٥٣.
(٤) بمعنى: كَثُرت حجارته، فتعذَّر حفره عليه، قال في اللسان: وَقَلَ في الجبل: صَعَّدَ فيه، والوَقَلُ: الحجارة (وقل) ١١/ ٧٣٣.
(٥) يروى عن أمه فاطمة بنت حسين وأبي بكر بن حزم، وعنه ليث بن أبي سليم وابن عليه. التاريخ الكبير ٣/ ١/٧١.
(٦) أباعه: عرضه للبيع. القاموس (بيع) ص ٧٠٥.
(٧) القصة مذكورة في وفاء الوفا ٢/ ٥١٤، عند كلامه على بئر فاطمة ٣/ ١١٤٠، وذكر السمهودي أن المطري في التعريف ص ٥٩، رَجَّحَ أن هذه البئر؛ هي البئر المعروفة اليوم ببئر زمزم، وَرَدَّ عليه بأنها بقربها.