للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لَمْ يَحْتَرق حَرَمُ النبي لحادثٍ … يُخشى عليه ولادَهَاهُ العارُ

لكنَّما أيدي الروافضِ لامستْ … ذاكَ الجنابَ فطهَّرَته النارُ

[وقال] غيره (١):

قل للروافضِ بالمدينةِ مالكم … يقتادكم للذم كلُّ سفيهِ

ما أصبح الحرمُ الشريفُ محرقاً … إلا لسبِّكم الصحابةَ فيهِ

فاتفق آراء أهل المدينة؛ من أميرهم الشريف منيف (٢) بن شيحة بن هاشم بن القاسم بن المهنا وعلماؤهم إلى الخدام وسائر المجاورين، أن يطالعوا بذلك الإمام المستعصم (٣) بالله، فيفصل في ذلك بما تقتضيه آراء الخلافة، فأرسلوا مطالعة بذلك، وأبطأ الجواب عن المطالعة بسبب ماحدث في العراق من دخول هولاكوه (٤) إليها، واشتغال الخليفة، وتوزع خاطره بسببهم، فتركوا الردم على ماكان عليه، ولم يجسر أحد على التعرض لهذه العظيمة التي دون مرامها تزل الأقدام، ولايتأتى مع كل أحد بادئ بدءة الدخول فيه والإقدام، غير أنهم / ١٧٨ أعادوا سقفاً فوق ذلك على رؤوس السواري


(١) هو معين الدين بن تولو المغربي، والبيتان مذكوران في النجوم الزاهرة ٧/ ٣٦.
(٢) تأتي ترجمته في الباب السادس.
(٣) في الأصل: (المعتصم)، وهوتصحيف، والصواب ما أثبتناه. وهو أمير المؤمنين، آخر خلفاء بني العباس بالعراق، أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله، ولد سنة ٦٠٩ هـ، وبويع بالخلافة في ٢٠ من جمادى الأولى سنة ٦٤٠ هـ، وكان مقتله يوم الأربعاء ١٤ صفر سنة ٦٥٦ هـ، وله ٤٧ سنة. سير أعلام النبلاء ٢٣/ ١٧٤، البداية والنهاية ٧/ ٢١٧، عِقد الجمان ١/ ٢٠٥، النجوم الزاهرة ٧/ ٦٣.
(٤) كان استيلاء التتار على بغداد بقيادة هولاكوه في المحرم من سنة ٦٥٦ هـ، فقُتل الخليفة وكثير من أهلها، ومع أن احتراق المسجد النبوي الشريف كان قبل دخول التتار بأكثر من سنة، إلا أن الخليفة لم يستطع إجابة خطاب أهل المدينة لانشغاله بقدوم جيش التتار، ووصول طلائعهم على أبواب بغداد، وحصارهم لها لفترة ليست بالقصيرة. البداية والنهاية ٧/ ٢١٣. عِقد الجمان ١/ ١٦٧. النجوم الزاهرة ٧/ ٤٧.