للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السلطان جلال الدين خوارزم شاه (١)، في سنة ثمان وخمسين وستمائة.

وفي شهر شوال من السنة قُتِل رحمه الله، فكان العمل في المسجد في تلك السنة من باب السلام إلى باب الرحمة، ومن باب جبريل عليه السلام إلى باب النساء.

وتولى مصر في آخر هذه السنة الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحي البندقداري (٢)، فإنه حصل منه اهتمام في سنة اثنتين وستين بتمام عمارة الحرم الشريف النبوي، وجهز الأخشاب والحديد والرصاص، ومن الصناع ثلاثة وخمسين صانعاً ومايُمَوِّنُهُم، وأنفق عليهم قبل سفرهم، وأرسل معهم الأمير جمال الدين محسن الصالحي، وشهاب الدين غازي اليغموري، والمرضي ناظراً، وكلما عارضهم شيء من الآلات والنفقات جهزها إليهم، فعمل مابقي من المسجد الشريف من باب الرحمة الى شمال المسجد، ثم إلى باب النساء، وكَمَّلَ سقف المسجد.

كان قبل الحريق سقفاً فوق سقف، ولم يزل على ذلك حتى حددوا السقف الشرقي والسقف الغربي في سنتي خمس وست وسبعمائة، في أوائل


(١) هو جلال الدين منكوبري، ابن السلطان علاء الدين محمد الخوارزمي، يضرب به المثل في الشجاعة والإقدام، قاوم التتار، وافتتح عدة مدن، وسفك الدماء وظلم وغدر، ومع ذلك كان صحيح الإسلام، قتل في نصف شوال سنة ٦٢٨ هـ. شذرات ٣/ ١٣٠، سير أعلام النبلاء ٢٢/ ٣٢٦.
(٢) هو أبو الفتوح، بيبرس بن عبد الله الأيوبي التركي، ولد في حدود سنة ٦٢٠ هـ، أُخِذَ من بلاده صغيراً، وبِيع بدمشق، ثم أعتقه الملك الصالح، كان من قواد جيوش قُطُز في معركة عين جالوت، وتآمر مع بعض الأمراء على قتل قُطُز، وأصبح الملك من بعده. (النجوم الزاهرة) ٧/ ٩٤.