للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذه المكرمة لكفاه فخراً، فكيف وقد صابت (١) صدقاته بحور الأرض شرقاً وغرباً وبراً وبحراً.

وأما شدة عنايته بحال أهل الحرمين فكانت عظيمة.

قال ابن الأثير (٢): حكى لي بعض الصوفية ممن كان يصحب الشيخ عمر النسائي شيخ شيوخ الموصل، قال: أحضرني الشيخ فقال لي: انطلق إلى مسجد الوزير -وهو بظاهر الموصل- واقعد هناك، فإذا أتاك شيء فاحفظه إلى أن أحضر عندك، ففعلت، وإذا قد أقبل جمع كثير من الحمالين يحملون أحمالاً من النصافي والخام (٣)، وإذا نائب جمال الدين قد جاء مع الشيخ، ومعهما قماش كثير، وثمانية عشر ألف دينار، وعدة كثيرة من الجمال، فقال: تأخذ هذه الأحمال وتسير الى الرحبة، وتوصل هذه الرزمة وهذا الكتاب الى متوليها فلان، فإذا أحضر لك فلاناً العربي، فتوصل إليه هذه الرزمة الأخرى، وهذا الكتاب، وتسير معه، فإذا أوصلك إلى فلان العربي، توصل إليه هذه الرزمة، وهكذا الكتاب، وهكذا إلى المدينة على ساكنها الصلاة والسلام، توصل إلى وكيلي فلان هذه الأحمال، وهذه الكسوات، والمال الذي عليه اسم المدينة ليخرجها بمقتضى هذه الجريدة (٤)، ثم تأخذ الباقي الذي عليه اسم مكة وتسير إليها، فيتصدق به وكيلي بموجب الجريدة الأخرى.

فسرنا كذلك إلى وادي القُرَى، فرأينا هنالك جمالاً كثيرة تحمل الطعام


(١) صابت: نزلت. اللسان (صوب) ١/ ٥٣٤.
(٢) لم أجده في الكامل في التاريخ لابن الأثير.
(٣) النصيف: الخمار والعمامة وكل ماغطى الرأس. القاموس (نصف) ص ٨٥٦.
… الخام: ثياب من القطن الأبيض. القاموس (خيم) ص ١١٠٥، (كربس) ص ٥٧٠.
(٤) دفتر فيه أرزاق الجيش. المعجم الوسيط (جرد) ١/ ١١٦.