للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

-وعنده أيضاً من حديث أبي هريرة وغيره رَضيَ الله عَنهُم قالوا: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخطب يوم الجمعة إلى جذع فقال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن القيام قد شق علي، فقال له تميم الداري رَضيَ الله عَنهُ: ألا أعمل لك منبراً كما رأيته بالشام؟ فشاور النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك المسلمين، فرأوا أن يتخذه، فقال العباس بن عبد المطلب رَضيَ الله عَنهُ: إن لي غلاماً يقال له كلاب أَعْمَلُ الناس، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مُرْهُ أن يَعْمَلَهُ، فعملَهُ درجتين ومقعداً، ثم جاء به فوضعَهُ في مَوضعِه اليوم (١)

*.

وذكر الحاكم في الإكليل (٢) عن يزيد بن رومان (٣) قال: كان المنبر ثَلاثَ دَرَجَاتٍ فزاد معاوية رَضيَ الله عَنهُ فيه لعله قال ست درجات، وحَوَّلَهُ عن


(١) أخرجه ابن سعد ١/ ٢٤٩ - ٢٥٠.
قال الحافظ في الفتح ٢/ ٤٦٣: رجاله ثقات إلا الواقدي.
* اختلف في اسم صانع المنبر على عدة أقوال ذكرها الحافظ في الفتح ٢/ ٤٦٢ - ٤٦٣، وخلاصتها:
الأول: ميمون. الثاني: إبراهيم. الثالث: باقول أو باقوم. الرابع: صُباح. الخامس: قبيصة. السادس: كلاب. السابع: تميم الداري. الثامن: ميناء.

ثم قال: وأشبه الأقوال بالصواب قول من قال: هو ميمون، لكون الإسناد من طريق سهل بن سعد، أيضاً، وأما الأقوال الأخرى فلا اعتداد بها لوهائها، ويبعد أن يجمع بينها بأن النجار كانت له أسماء متعددة، وأما احتمال كون الجميع اشتركوا في عمله فيمنع منه قوله في كثير من الروايات السابقة: «لم يكن بالمدينة إلا نجار واحد» إلا إن كان يحمل على أن المراد بالواحد الماهر في صناعته والبقية أعوانه فيمكن، والله أعلم. أهـ.
ورجح أبو نعيم في معرفة الصحابة ٣/ ١٩٠، والسمهودي في الوفاء ٢/ ٣٩٦ - ٣٩٧، والخلاصة ٢/ ٤٩ أن اسمه باقوم. قال السمهودي في الخلاصة والوفاء: أشهر الأقوال أن الذي صنع المنبر باقوم. زاد في الوفا: فقد يشتهر الواهي.
(٢) من كتب الحاكم المفقودة، والله أعلم.
(٣) يزيد بن رومان المدني، أبو روح مولى آل الزبير. تقريب التهذيب ٦٠١، ص ٧٧١٢